كبف تسمح لشريكك بإساءة معاملتك؟
كل علاقة زواج بيكون فيها طرفين.
كل طرف له حقوق وواجبات.
عليه مسؤوليات والتزامات.
كل واحد فيهم مسؤول عن شيء.
يعني لو فيه مشكلة مثلًا فواحد منهم هيكون السبب في بدء المشكلة دي، وواحد تاني هيكون مسؤول بردة فعله على المشكلة دي.
آه مش نفس القدر من المسؤولية، بس بالتأكيد بيتحمل قدر ما.
حلقة انهارده عن (السماح لشريكك بإساءة معاملتك).
إنك تديله الحق، أو تمنحه الفرصة لإساءة استعمالك.
بتكون شريكه في الإساءة أو الاعتداء، لما تقوم بالسلوكيات دي.
السلوكيات دي هي:
1. تهيئة نفسك لتحمل اللوم.
لما تحصل أي مشكلة في علاقتكم؛ تحمل نفسك السبب، وتلوم نفسك على المشكلة، أو الأخطاء اللي سببتها.
وبكدا تديله فرصة يطلعك غلطان، وتمنع النقاش والحوار الصحي؛ اللي يدفعكم لحل المشكلة، والنمو بشكل صحي.
طب ايه الصح؟ ببساطة إن كل شخص يتحمل قدر من المسؤولية عن المشكلة، وعن إصلاحها.
وإنك متهيئش نفسك لتحمل اللوم دايمًا، وكأنك الغلطان علطول.
ودا يوصلنا للنقطة التانية.
2. تحميل نفسك مسؤولية فوق طاقتك.
تخيل إن كل شخص فينا حواليه دايرة اسمها (دايرة المسؤولية).
ما بعد الدايرة دي، خارج قدرته.
يعني مثلًا دايرتك جوا العلاقة بتنتهي عند إشباع زوجك والاهتمام بيه.
لو فرضنا مثلًا إنه رغم الاهتمام دا بيتفرج على أفلام إباحية؟
بفعله دا، خرج عن دايرة مسؤوليتك وتأثيرك.
أنتِ مقصرتيش معاه في شيء، ومدفعتيهوش لدا.
وبالتالي لما تجلدي نفسك على تصرفه دا، وتطلعي نفسك مقصرة = فكدا أنتِ عاوزة تتحكمي في شيء خارج دايرتك.
ممكن تتكلمي معاه، وتتناقشوا، ممكن تنصحيه بشكل مباشر أو غير مباشر..
بس متقدريش تجبريه على تغيير سلوكه.
وبالتالي، لو قررتِ تتحملي مسؤولية تعافيه من المشاهدة، هتشيلي مسؤولية مش مسؤوليتك، وهترهقي نفسك.
وتكوني سمحتِي له باستنزافك، في وقت كان عليه هو تحمل مسؤولية التعافي.
3. استخدام وسايل سلبية عدوانية.
خلينا نقول إنك قررتِ متتناقشيش معاه، ولا تكبري دماغك.
بس عملتِ حاجة تانية..
أنكرتِ غضبك، وأخفيتيه = واتبعتِ طرق سلبية وعدوانية للتعامل معاه.
بدأتِ تنقديه مثلًا في كل حاجة بيعملها، تتخانقي على أسباب تافهة، تزعقي بدون مبرر وتختلقي مشاكل وخناقات، أو تبعدي عنه ومتكلميهوش.
كل دا علشان تنكري الجانب العدواني اللي جواكِ، وتخفي غضبك وحزنك.
أو علشان تنتقمي منه وتعاقبيه.
بس المفاجأة إن كل دا مش هيحل المشكلة.
بل هيخليه هو كمان عدواني تجاهك، ويزيد من غضبه.
بل ويزيد من الفجوة اللي بينكم.
4. التحول لضحية سلبية.
إنه لما يزعق أو يغضب مثلًا تتصرفي على إنك مغلوب على أمرك، وإن دا قدرك.
وإن خلاص مش هتعرفي تغيري طبعه، ولا تتصرفي.
وبكدا حققتِ له رغبة هو عاوزها؛ وهي وجود ضحية بيسيطر عليها ويقهرها.
وأشبعتِ كمان احتياجك لرثاء الذات، والإحساس بالضعف والقهر.
ودا في وقت ممكن تطلبي منه احترامك، وتمتنعي عن استمرار النقاش أو الحوار في حالة الاعتداء عليكِ، أو إهانتك، أو حتى تصعدي الموضوع وتطلبي من حد يتدخل؛ والده مثلًا أو والدك وهكذا.
ودا بدل ما تتآمري معاه على نفسك، وتسمحي له بإساءة معاملتك.
5. إن كان هو صح فأكيد أنا غلط.
ودا يعتبر امتداد لعقلية الضحية الانهزامية.
طالما هو فاهم وعارف يبقى أنا مش فاهمة.
إن كان هو صح فأكيد أنا غلط.
أو أنا السبب؛ هو أكيد معملش حاجة، العيب فيا أنا.
وكأنك بتشوفي العالم بنظرة الأبيض والأسود.
ودا مش حقيقي؛ العالم فيه درجات من الألوان.
ودا يخلني أقولك شيء مهم:
إنه مش دايمًا أنت هتكون على صح، أو دايمًا هتكون على غلط.
أو شريكك دايمًا هيكون على صح أو دايمًا على غلط.
عايز أقول إنه أحيانًا بنتصرف كدا..
يعني أحيانًا بنكون مخطئين وأحيانًا بنكون ضحايا.
فلو كنا مخطئين نعتذر، ونصلح أخطائنا، ولو كنا ضحايا نوكد ذاتنا، ونمنع استمرار الاعتداء.
ببساطة: كلامنا انهارده مش مبرر ليك للتمادي في الخطأ لو كنتِ غلطانة، أو عدم المبادرة لإصلاح الخطأ لو كان في استطاعتك إصلاحه.
طيب، نيجي بقى للجزء المهم.
ايه الصح من البداية؟
الصح: إنه يكون فيه حدود صحية في علاقاتنا.
حدود تخلينا نقبل الطرف الآخر في العلاقة قبول غير مشروط.
حدود تسمح بالخصوصية والمسؤولية الفردية.
وإنه يكون فيه مساحة للتعرف على مشاعر الطرف التاني، وفهمه فهم حقيقي.
وإننا نساعد بعض على النمو والانفتاح، مش الانغلاق والتملك، والإيذاء.
وبس كدا.
سلام.