كبت الطفل الداخلي
كبت الطفل الداخلي
إن الطفل الداخلي يحتاج إلى إشباع بعض الحاجات الإنسانية حتى يستطيع أن ينمو ويتطور، وجميع هذه الحاجات تقريبًا مرتبطة بعلاقتنا مع أنفسنا وبعلاقتنا مع الناس، فإذا نشأنا في بيئة لا تلبي هذه الحاجات رُبما سنشعر بالتشوُّش المستمر والتعاسة، إننا نحتاج إلى اللمس والضمِّ مثلًا منذ طفولتنا، فالأطفال الذين يُحرمون من اللمس يفشلون في النمو والازدهار، لذا فإن اللمس والاهتمام والتعبير من احتياجات الطفل الأساسية، وكذلك الإرشاد لأنه جزء من عملية مساعدة الطفل على النمو سواء كان عن طريق النصيحة أو المعونة بأي أشكالها، وأيضًا فإن الإصغاء والمشاركة من الأشياء التي تغذي الطفل والأهم هو القبول والاحترام لهذا الكائن لأن ذلك سيجعله يشعر بالحرية والأصالة، فحصول الشخص على درجة من الحرية يخوِّله المجازفة والاكتشاف والقيام بالأمور العفوية.
وحتى يقوم الشخص بتلبية حاجات من حوله فلا بد أن يكون هو قد تأمَّنت حاجاته في طفولته، أو أن يكون هناك شخص قد عمل على تعليمه بكيفية تلبية حاجاته ومعالجة الطفل بداخله، وأي شخص له تأثير سلبي في حياة الطفل قد يُحبط هذه العملية.
وهناك حالات يُصاب بها الأهل مرتبطة بالدوافع المسبِّبة للصدمات عند أبناء العائلة المضطربة مثل الإدمان وبعض الأمراض العقلية أو أمراض العجز الجسدي، وكذلك القسوة الشديدة وحب الانتقاد والسعي إلى الكمال أو الإساءة إلى الطفل بأي شكل من الأشكال، وللأسف فإن الإساءة إلى الطفل أمر شائع في العائلات التي تُعاني المشاكل، وكذلك العنف الجسدي والاستغلال الجنسي يُشكِّلان سببًا مؤكدًا لإصابة الأولاد بالصدمة النفسية.
إن قمع الطفل الداخلي ينتج عن عدة عوامل مثل التقلُّب في الرأي والمزاج وعدم امتلاك مبدأ تربوي، وكذلك الفوضى والعشوائية في السلوك، وقد تظهر الفوضى من خلال الإساءة العاطفية أو الجسدية التي تُعلِّم الطفل الشعور بالخجل والعار، كذلك تأتي الفوضى من الإساءة الجنسية التي تُعلِّمه الشيء ذاته إضافةً إلى الخوف وسوء الظن، وكذلك فإن انقطاع التواصل مع الطفل يؤدي إلى عدم الكلام والعيش في حالة إنكار، ومهما كانت الإساءة إلى الطفل خفيَّة فهي بالتأكيد تؤذي حيويته.
الفكرة من الكتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
إن ذواتنا تستحق الدعم والاحترام، إننا بحاجة إلى أن نشعر بالتقبُّل والحب في كل وقت، فالحب علاج وشفاء لأنفسنا، وعندما يُشفى الطفل الذي بداخلنا ويتحرَّر، فإننا لن نخاف من الحب ولن نهرب منه، بل سنعيشه بكل ما فينا.
مؤلف الكتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
تشارلز ويتفيلد: هو طبيب أمريكي متخصص في مساعدة الناجين من صدمة الطفولة، وكذلك فهو مُعالِج من إدمان الكحول والاضطرابات ذات الصلة، وهو عضو مؤسس للرابطة الوطنية لأطفال مدمني الكحول، وعضو في الجمعية المهنية الأمريكية المعنية بشأن إساءة معاملة الأطفال، كما أنه قام بالتدريس في جامعة روتجرز، ومن مؤلفاته:
الاعتماد، علاج حالة الإنسان.
الحدود والعلاقات.
الحقيقة حول المرض العقلي .
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومترجمة ومذيعة، صدر لها عدد من الكتب المؤلفة، ومنها: “العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة، و”أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة” (بالاشتراك).
ومن الكتب التي ترجمتها: “هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟” لمؤلفه: روزا باروسيو، و”7 شحصيات تسمم حياتك”، لمؤلفه: أندرو فولر (بالاشتراك).