كارل ماركس ونقد الاقتصاد السياسي
كارل ماركس ونقد الاقتصاد السياسي
إذا أردنا أن نختار أهم ثلاثة مؤلفات كان لها الأثر البالغ في توجيه الفكر البشري بالتأكيد سيكون كتاب “رأس المال” لكارل ماركس هو واحد منها، فهو إنجيل الماركسيين والسِّفر الأعظم الذي ناطح الرأسمالية في أوج قوتها، فثمينة هي كتابات ماركس خصوصًا فيما يتعلق بتحديد العلاقة المتشابكة بين رأس المال والعمال بصورة علمية شاملة ودقيقة، فالكتاب يعد مدخلًا لإعادة كتابة المفاهيم الاقتصادية من جديد، كما يركِّز على النظريات التي تناولت موضوع القيمة التبادلية والاستعمالية للسلع المختلفة وكيف تتحدَّد أجور العمال، بالإضافة إلى كيفية تكوين الربح الرأسمالي واستشراف المصير المتوقع للرأسمالية.
فنجد أن ماركس يتناول الاقتصاد السياسي المعاصر بالتفنيد والاستدراكات عبر سعة اطلاع واسعة قلَّ أن تجد لها نظيرًا، كما يلاحظ التحاف نقده برداء الفلسفة الاشتراكية من ذلك مثلًا تسليطه الضوء على خلق القيمة الزائدة عبر عمليات التبادل، فهو يقرِّر أن السلع المتساوية القيمة فقط هي التي يتم تبادلها بما يتساوى مع قيمتها، لكن إذا قام الرأسمالي بإنتاج سلعة بمائة وحدة نقدية ثم قام ببيعها بمائة وعشر وحدات، فتلك الزيادة (الوحدات العشر النقدية) لا تأتي إلا من خلال قيمة عنصر العمل فقط عبر استغلال الرأسمالي للعمال، كما يتناول الوظيفة الاقتصادية للنقود وأثرها في عمليات تبادل السلع، وهو في ذلك يحلِّل العلاقات الناتجة عن الشراء بهدف البيع، وأيضًا البيع بهدف الشراء وأثر ذلك في عمليات التراكم الرأسمالي.
ويتنبَّأ كذلك بفناء الرأسمالية، فهي تحمل في طياتها بذور موتها، فسوف تتسبَّب في حدوث ثورة اجتماعية تتكوَّن أركانها اليوم جراء الحماقات المستمرة لها وزيادة العداء الأبدي بين كلٍّ من الرأسماليين والعمال نظرًا إلى تضارب المصالح المشتركة، فالاستغلال المستمر من جانب أصحاب الأعمال للعمال وهضم حقوقهم سيدفعهم إلى الالتفاف وتكوين ثمة نقابات أو جماعات مصالح خاصة تقاوم استبداد الطبقة الرأسمالية، مما يدفعهم إلى الثورة عاجلًا أو آجلًا، ومن هنا يتم استبدال كل النظم الرأسمالية بنظيرتها الاشتراكية، وتتولى الدولة السيطرة على كل أذرع الاقتصاد، وتعمل على توزيع الفائض الاقتصادي بالتساوي على الجميع.
الفكرة من كتاب موجز رأس المال
لعل من الإسهامات الكبيرة التي أسهمت بها الرأسمالية هي التحول الثوري في نظرية الثروة المجتمعية، فبعدما كانت المدرسة التجارية تنظر إلى ثروة الدولة على اعتبار معيار الذهب، نجد أن الرأسمالية تقرِّر أن ثروة المجتمع إنما تقاس باعتبار معيار الإنتاج..
يعد هذا الكتاب مدخلًا لإعادة كتابة المفاهيم الاقتصادية من جديد، يسلط فيه الكاتب الضوء على مفهوم القيمة التبادلية والاستعمالية للسلع المختلفة وكيف تتحدَّد أجور العمال، بالإضافة إلى كيفية تكوين الربح الرأسمالي واستشراف المصير المتوقع للرأسمالية.
مؤلف كتاب موجز رأس المال
فريدريك إنجلز Friedrich Engels:كاتب وفيلسوف ورجل صناعة ألماني يُلقَّب بأبي النظرية الماركسية إلى جانب كارل ماركس، ولد في 28 نوفمبر 1820 في ألمانيا، وفي عام 1848م أصدر مع ماركس، بيانهما المشهور والمعروف ببيان الحزب الشيوعي الذي يسمى اختصارًا البيان الشيوعي، توفي في 5 أغسطس 1895 في لندن.
له العديد من المؤلفات منها: “مبادئ الشيوعية” و”بيان الحزب الشيوعي” بالاشتراك مع ماركس، و”ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا”، و”مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي”.