كاتيناتشو الإيطالية
كاتيناتشو الإيطالية
لم يحظَ أي أسلوب تكتيكي في كرة القدم بالسمعة السيئة مثلما كان أسلوب “كاتيناتشو” بكل ما يحتويه من جنون وعظمة وسلبية ووحشية وعنف، وقد تمثَّل هذا الأسلوب في كرة القدم الإيطالية، وقد استُوحِيَ هذا الأسلوب من فكرة المزلاج الذي يُستخدَم لغلق باب المنزل، وأول ما ظهر أسلوب الكاتيناتشو كان في سويسرا على يد “كارل رابان”، وكانت وجهة نظر رابان، أن اختيار الفريق يكون وفقًا لوجهتي نظر: الأولى أن يتميَّز الأحد عشر لاعبًا بالمهارة الفطرية كلاعبي البرازيل، والثانية أن يكون الأحد عشر لاعبًا متوسطي الأداء ومن ثمَّ يلعبون في إطار فكرة محددة هي الخطة، وهدف الخطة هي إظهار ما يتمتع به كل فرد في الفريق لصالح الفريق ككل، وكانت الخطة التي توصل إليها رابان دائمًا ما كانت تفرز لاعبًا إضافيًّا في الخلف، وهو ما أُطلِق عليه اسم “الليبرو” أو “القشاش”، ونقطة ضعف هذه الخطة هي المسؤولية الثقيلة على كاهل لاعبي الوسط، وبناءً على ذلك نزع فريق رابان إلى التراخي والتنازل عن وسط الملعب للخصم، في مقابل تضييق الخناق لخلق جبهة صلبة تؤدي إلى إحباط الخصم، فلا يكون في جعبتهم إلا تمرير الكرة من جانب إلى آخر، وبذلك حاز رابان على بطولة الدوري السويسري سبع مرَّات، فكان نجاحه في سويسرا برهانًا على فاعلية هذا الأسلوب.
بدأ أسلوب اللاعب الإضافي “الليبرو” يظهر كوسيلة للفرق الصغيرة أو الأقل كفاءة لمحاولة إحباط خطط الفرق الأعلى مستوى فقط، ولكن هذا الأسلوب أصبح مقبولًا، ووصفه ليف فيلاتوف بأنه “حق الضعفاء”، أما عن من وظَّف أسلوب الكاتيناتشو بشكل نظامي وناجح هو المدرب “جيبو فياني” مدرب نادي ساليرنيتانا الإيطالي، ففي صباح يومٍ ما كان هناك أسطول صيد قد رسا على شاطئ البحر في ساحل البحر التيراني بإيطاليا، وكان “جيبو فياني” قد خرج في نزهة في الصباح الباكر، وهو يفكر في الكيفية التي يجعل بها فريقه يقدم أفضل ما يستطيعه، وبينما يبحث عن الحل لفت مركب الصيد انتباهه، إذ وجد أن الصيادين يسحبون شبكة مكتظة بالأسماك، ولاحظ خلفها شبكة أخرى تعمل كشبكة أمان، فحين ينزلق بعض السمك من الشبكة الأولى يقع في الشبكة الثانية، من هنا توصل “جيبو فياني” إلى أن فريقة يحتاج إلى مدافع احتياطي خلف الدفاع الرئيس، مهمته التصدِّي للضربات الهجومية التي تمر دون تصدٍّ لها من الدفاع، وهذا الأسلوب هو أسلوب “الكاتيناتشو” والمدافع الاحتياطي هو “الليبرو”، وأصبحت غالبية الفرق الإيطالية تتبع أسلوب الكاتيناتشو، إلا إن فريق “ميلان” هو الذي أظهر لأوروبا كلها مدى فاعلية الكاتيناتشو وقوته، وذلك بفضل المدرب “روكو”.
الفكرة من كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
يُبيِّن الكاتب تاريخ تكتيكات كرة القدم وتطوُّرها، مُستعرِضًا أبرز معالم تطور التكتيك والتشكيل في كرة القدم منذ ابتكارها، وذلك بدايةً من تشكيل (دبليو إم)، ومرورًا بالفوضى المنظمة التي ابتكرها السوفييت وإبداعاتهم التكتيكية، وصولًا إلى الكاتيناتشو الإيطالية
مؤلف كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
جوناثان ويلسون: هو صحافي وكتاب بريطاني مخضرم، متخصِّص في كرة القدم، ويكتب للعديد من الصحف في المملكة المتحدة كـ(الجارديان، والإندبندنت، وسبورتس إلستريتد)، ومن كتبه إلى جانب كتابه هذا:
خلف الستار: أسفار في عالم كرة القدم في أوروبا الشرقية.
تشريح إنجلترا: تاريخ في عشر مباريات.
معلومات عن المترجم:
أحمد لطفي علي: هو صحافي ومراسل اقتصادي، ومترجم، تخرَّج في كلية الآداب قسم اللغويات الإنجليزية والترجمة من جامعة حلوان بمصر عام 2002، ومارس العمل اللغوي والصحفي في عدة دول عربية، كما عمل في السابق مديرًا لتحرير مجلة “قطر اليوم” الصادرة من الدوحة، ومن ترجماته:
سيف فارس.
حكايات شعبية من هاواي.
سلسلة الحكايات الهندية.
إلى جانب كتاب “أقنعة الثقافة العربية”.