قِصَر الذاكرة
قِصَر الذاكرة
بدأ إد كوك بتدريس جوشوا أول مبدأ من مبادئ الحفظ الأساسية وهو الترميز المُفصَّل، فالهدف النهائي من تعلُّم تقنيات الذاكرة هو تحويل ذكريات صعب تذكُّرها إلى ذكريات سهلة التذكُّر، من خلال تغيير المعلومة المملَّة إلى معلومة مُلوَّنة ومختلفة ومميَّزة، وهذا هو معنى الترميز المُفصَّل، وهذه المبادئ جاءت من كتاب يُدعى “ريتوريكا آد هيرينيوم”، ومثَّلت هذه المبادئ ركنًا أساسيًّا في التعليم قديمًا.
فرَّق الكتاب بين الذاكرة الطبيعية -وهي المُضمنة في أدمغتنا- والذاكرة المصطنعة التي يمكننا تقويتها بالتمارين، وتتكوَّن الذاكرة المصطنعة من الصور، وهي المحتويات التي نرغب بتذكُّرها، ومن أمكنة وهي أماكن تخزين الصور، وتكمن طريقة قصر الذاكرة في خلق مساحة خيالية لمكان تعرفه جيدًا في عقلك ثم تضع فيه الصور التي تريد تذكُّرها.
واحدة من أصعب فاعليات بطولة الذاكرة هي حفظ قصيدة مجهولة، وفقًا للكتب القديمة، إذ إن أفضل طريقة لحفظ الكلمات هي حفظ السطور وليس الكلمات، وأن يتم وضع صورة تخيُّلية لكل موضوع في النص في قصر الذاكرة لأن استذكار الكلمات نفسها أمر صعب، فحتى أشهر الأعمال التي يُقال إنها انتقلت إلينا عن طريق الحفظ وهي الأوديسة والإلياذة كانت صعبة، لهذا استخدموا صفات متشابهة ومُعبِّرة عن الشكل لتُسهِّل الحفظ، ولهذا علينا التفكير بطرق قابلة للحفظ لأن أدمغتنا تتذكَّر الأشياء المكرَّرة والمقفَّاة وسهلة التخيُّل.
الفكرة من كتاب رقصة القمر مع آينشتاين: فن وعلم تذكُّر كل شيء
يسرد هذا الكتاب رحلة شخصية للصحفي جوشوا فوير، وقد بدأت بفضول حول أبطال الذاكرة، وانتهت بفوزه ببطولة الولايات المتحدة الأمريكية للذاكرة عام 2006؛ هذه ليست حكاية لبطل خارق أو عبقري مكبوت، وإنما حكاية شخص عادي ذي ذاكرة متوسطة، تمرَّن وقرأ وبحث لمدة عام واحد حتى حقَّق ما حقَّقه، وهو يدعونا للتعلُّم من رحلته وفك شيفرات ذاكرتنا.
مؤلف كتاب رقصة القمر مع آينشتاين: فن وعلم تذكُّر كل شيء
جوشوا فوير : صحفي وكاتب مستقل أمريكي، ولديه اهتمام كبير بالعلوم، وفاز ببطولة ذاكرة الولايات المتحدة لعام 2006.
من أعماله: Atlas Obscura: An Explorer’s Guide to the World’s Hidden Wonders.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مُترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، ولد عام 1991 في جدة، وأنجز الكثير من الترجمات في مدونته “معطف فوق سرير العالم”.
من ترجماته: “كتاب الراحة”، و”سنة القراءة الخطرة”.