قُطَّاع الطريق ودعاوى التغريب
قُطَّاع الطريق ودعاوى التغريب
الطريق مُيسَّر في العصور الحديثة لكل دعوة إلى تغريب المرأة المسلمة عن دينها والمساعدة على انحرافها وتغييب شخصيتها، فحجج الغرب كلها تصُبُّ في أن المرأة المسلمة حقها مُهدَر في المجتمع المسلم على الرغم من أن الإسلام هو الذي أخرج المرأة من ظُلم الجاهلية ومنحها حقوقها كاملةً، وقاد بصيرة سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ليولي السيدة حفصة (رضي الله عنها) لتكون أول مشرفة على الأوقاف.
فالمشروع الغربي يجمع الأفكار الهدامة للمجتمع الإسلامي وتضليل النساء وتجهيلهنَّ بتاريخ الإسلام وحقوقهن وواجباتهن، فأفكار هذا المشروع تنحصر في تشجيع النساء على خلع الحجاب وفصل العفَّة عن الأخلاق والاختلاط بالرجال دون ضوابط شرعية وتهميش دور الزوجة المسلمة في بيتها مع زوجها وأولادها، بل وإحلال الدعوة بعدم الزواج محله والدخول في علاقات غير شرعية مع رجال أو علاقات شاذَّة، واستغلالها في الأعمال الشاقة بأجر زهيد أو لأعمال تكون فيها عارضة بجسدها تاركةً حياءها ودينها.
ويبرر الغرب دائمًا بأن نموذج الدين الإسلامي للمرأة هو نموذج قديم لا يناسب العصر الحديث، لكن الدول الليبرالية لا تتعامل مع المرأة إلا بكونها أداة تُستخدَم للنفع بشكل مادي وشهواني تستغلُّها نفسيًّا وجسديًّا وماديًّا، ولا شك أن كثيرًا من النساء وقعن في فخِّ أكذوبة “تحرير المرأة من سجنها”، لتجد نفسها مسجونة داخل شهوات وأفكار شاذة تستغلُّها وتهدم نفسها ونفسيتها.
على النقيض فالمرأة المسلمة لها حقوق وواجبات في الإسلام ولها أدوار مهمة، فهي أم وزوجة وابنة وأخت ومربية وهكذا، فهي كنز البيت وعمود أصلي ثابت، إذا تخلخل اهتزَّ البيت بأكمله، وحين شرع الله القوامة للرجل شرعها تكليفًا له لا تشريفًا، لذا يجب على المرأة المسلمة أن تتحصَّن بالعلم والإيمان والمعرفة لتدافع عن نفسها وتحفظها من كمِّ التشوُّهات والفتن المحاطة بها، وبعد ذلك كله ستسألين نفسكِ: أتقبلين أن تكوني ضحيَّة وأداة لدعوات الغرب لنشر العُري والفُحش؟
مؤلف إِليكِ أنتِ
حين اخترع البشر دواء للمرض كان بسبب اكتشافهم وجود داء فبحثوا عن الداء وأصله وكيف يمتد ولمن، حتى يكون للدواء أثر شافٍ، وكذلك عِلل المجتمع- بل الأمة الإسلامية كَكُل منذ قديم الزمان- وتحاصره عدة أمراض غربية تنخر في قواه، ومن أهداف هذه الأمراض نزع هوية الأمة وهزيمتها، وإذا أردت أن تنتزع أصل كل بيت فخُذ مكان سيدته، لذا كانت المرأة المسلمة وستظل هي المستهدفة لكل عِلل ونزاعات الغرب حولها، مما آل إلى ظهور الفساد الخُلقي وتخلف المرأة عن دورها الأصلي وضياعها، حتى أصبح الانحراف الحديث إحدى سماتها الشخصية.
الفكرة من كتاب إِليكِ أنتِ
د. ليلى حمدان: كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، فلسطينية، حاصلة على درجة الماجستير في الطب، لكن هذا لم يمنعها من الانشغال بطلب العلم الشرعي والدعوة والأدب والكتابة، عملت في مجال الدعوة في الغرب وعلى الإنترنت، وهي كاتبة بموقع تبيان، وقد صدر لها عدة كُتب منها:
نجوم على الطريق.
أمريكا التي رأيت.
المختصر في الملاحم والفتن.