قيِّم نفسك
عندما يعرف المرء نفسه ويُحسن تقييم مهاراته، يسهُل عليه اختيار مساره الدراسي والمهني، ويسهل عليه أن يحقق تقدُّمًا وإنجازًا أكبر.
ولتعرف اهتماماتك ومهاراتك يُمكن أن تبدأ بسؤال نفسك عن أكثر المواد الأكاديمية التي تستمتع بمحاضراتها، وعن الأمور التي يُمكنك أداؤها جيدًا بسهولة، وعن أكثر التجارب التي شعرت فيها بالرضا عن إنجازك، وعن القضايا المحلية والعالمية التي تثير اهتمامك، وعما تفعله في وقت فراغك. وعند الإجابة عن هذه الأسئلة تتضح لك معالِم الطريق.
وعندما تختار مجالًا للدراسة، فيمكن أن تُقيِّمه بأن تسأل نفسك إن كنت ستستمع به، وإن كنت تختاره لسهولته، وما احتمالية أن يكون أداؤك فيه جيدًا، وهل لديك دوافع كافية لتحقق النجاح فيه، أم أنك تختاره بسبب ضغوطٍ من الأهل والأصدقاء. ولتسألْ عن عدد مواده والأنشطة الطلابية والتدريبات المتاحة لطلابه، وعن المهارات التي يمكن أن تكتسبها وتطورها خلال دراستك له.
ومجال الدراسة ليس بالضرورة أن يكون نفسه مجال العمل.
ويُساعدك على تقييم نفسك أيضًا أن تكتب قائمة بالإنجازات التي تفخر بها، مع سبب فخرك وسعادتك بكلٍّ منها، ثم اسأل نفسك عن أهم المهارات التي استعملتها لتحقيق كل إنجاز، وحدد أيّها استمتعت به وأيها لم يكن ممتعًا.
وبعض المهارات متعلقة بالناس مثل مهارات التدريس والتواصل الشفهي أو الكتابي والتخطيط والتفاوض وإدارة النقاشات الجماعية، وبعضها متعلق بالأشياء مثل العمل في مختبر والرسم والتصوير والإصلاح أو الصيانة والمهارات الحِرفية، وهناك مهارات متعلقة بالتعامل مع البيانات والأفكار، مثل القراءة والدراسة والبحث وحفظ المعلومات ونسخها ووضع الميزانيات.
وعندما تختار عملًا، فعليك اختيار عملٍ مناسب لمهاراتك، ولا بد أن تسأل نفسك عن هدفك من العمل لتُحدد وجهتك ولا يكون شغلك الشاغل هو سداد الأقساط والديون، والأهداف من العمل يمكن أن تكون مساعدة الآخرين أو تغيير المجتمع إلى الأفضل أو ربح الأموال أو التواصل وتكوين الصداقات أو المنافسة أو التأثير في الناس أو البحث عن المعرفة والخبرة أو الإبداع والابتكار أو الحصول على التقدير أو خوض مغامرة أو غير ذلك.
ويساعد تقييم النفس الموظفين والمديرين كثيرًا على تطوير أنفسهم، ويمكنهم أن يستعينوا بتعليقات زملاء العمل ليعرفوا نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم من خلال نُظُمٍ مثل Performance Evaluation 360.
الفكرة من كتاب المسار الوظيفي
سواء أكنت طالبًا أم من حديثي التخرج أو حتى موظفًا يرغب في تحقيق تقدم أكبر، فهذا الكتاب يساعدك لتُحسن تقييم نفسك وتعرف مهاراتك لتختار مجال دراستك أو عملك، ويخبرك كيف تستثمر حياتك بوصفك طالبًا لتكتسب الخبرات التي يُطالب بها سوق العمل حديثي التخرج، ويُسدي لك نصائح تُساعدك على البحث عن عمل، ثم يتحدث عن كتابة السير الذاتية، والاستعداد لمقابلات العمل وكيفية الاختيار بين عروض العمل المختلفة، وغير ذلك مما يُساعدك على اختيار مسارك الوظيفي والنجاح فيه.
مؤلف كتاب المسار الوظيفي
محمد الباز، مهندس ورائد أعمال. حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1999 وعلى ماجستير إدارة الأعمال MBA. وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز التي تضم شركات رائدة في مجالات متنوعة، وصاحب مشروع “إعمل بيزنس” الذي بدأ عام 2012، وانطلقت منه “أكاديمية إعمل بيزنس” عام 2017 لتقدم دوراتٍ في مجالات عديدة منها: التسويق، وريادة الأعمال، والمحاسبة والإدارة المالية، وإدارة الجودة، وخدمة العملاء.
وألف عدة كتب، منها: “كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا” و”خارطة الطريق إلى عالم الفرنشايز”، وسلسلة “إعمل بيزنس”، التي تضم عناوين متنوعة منها: “المحيط الأزرق – كيف تخلق أسواق بدون منافس” و”إدارة المخاطر للشركات الناشئة” والكتاب الذي بين أيدينا: “المسار الوظيفي”.