قيمة الفن.. جمال ذو منهج علمي
قيمة الفن.. جمال ذو منهج علمي
لا يتم تقدير العمل الفني من الجمهور إلا عندما يشعرون أنه انعكاس لمشاعرهم، ومتجاوب مع أفكارهم الداخلية أيضًا، ويكون التجاوب بين الفنان والمشاهد اعترافًا ضمنيًّا من كليهما بانتقال الفكرة، إن هذا الإلهام الذي نقتبسه من الأعمال الفنية الخالدة لا يمت بأي صلة للتقنيات أو الأدوات التي استخدمت فيها، تلك الحميمية المحسوسة من اللوحات هي روح الفنان والرابط الإنساني الذي يجذبنا إلى العمل، المشاعر التي نعانيها مع أبطال الميثولوجيات والقصص التراجيدية هي النداء العابر للزمن، التحية التي نستقبلها من أجدادنا كل مرة بالدموع.
في بعض الأحيان، ربما تلعب البيئة والعادات دورًا مهمًّا في حدود فهمنا للفن، ومن ثم لا نرى الجمال إلا في ما تمليه علينا طبيعتنا، صحيح أن الفن يكون ذا قيمة بقدر ارتباطه بجمهوره الذي يخاطبه، ربما أهمل الفنان المعاصر هذه الجملة بالكامل، وسحرته التقنية المعقدة، فيظن نفسه قد أنتج عملًا خالدًا، ولكنه لم يخاطب إلا نفسه، والجمهور أيضًا لم يعد يحكم على الجمال بذائقته الخاصة، بل يكتسب العمل قيمته بقدر شعبيته لا بمشاعرنا الحقيقية تجاهه، وبذلك تصير الأعمال الباهظة والمرتبطة بالمشاهير من الفنانين هي المقبولة لدى الجمهور،
كذلك قدم الزمن بحد ذاته لا يعطي أي قيمة جمالية للفن، ربما تستحق أعمال أجدادنا التقدير لأنها واصلت ألقها عبر كل تلك القرون، لكنها بالتأكيد لم تكن ذات قيمة لأنها معمرة فقط، فلا نسمحْ للحنين بأن يطمس إحساسنا بالجمال. منذ قرنين، تسللت الدارونية إلى ساحة الفنون، وجعلت النماذج الزمنية أكثر أهمية من القيمة، فالفنان المعاصر يهمه وجود عمل من كل حقبة زمنية على الاهتمام بمعايير الجمال في الفن، فيصبح المتحف أقرب إلى متحف للتاريخ الطبيعي منه لمعرض للجمال.
الفكرة من كتاب كتاب الشاي
لقد أصبح الشاي مشروبًا عالميًّا منذ عبوره الى أوروبا في القرن السابع عشر بوصفه شرابًا لعلية القوم، وبالنسبة إلى إنسان من عصرنا، يعد الشاي مشروبًا استهلاكيًّا مثله مثل الكولا، سواء في تجهيزه بغلي أكياسه البلاستيكية، أو بالصورة النمطية التي دأبت الميديا على تقديمه فيها، كمشارك في الجو المثالي الذي تجتمع فيه العائلة ويعبق الجو بالدفء، كل هذه الصور ربما تتعلق بالثقافة الغربية للشاي، دون الإشارة إلى قيمه الشرقية.
في هذا الكتاب لم يهتم المؤلف بالشاي من الناحية التقنية، كما اعتاد العصر الحديث أن يركز عليه، لكن يحاول إعادة تقديم فلسفة حضارته التي شوهتها النماذج، عبر إعادة إحياء واستعادة هذا العامل الذي خُفف للغاية حين أصبح مشتركًا.
مؤلف كتاب كتاب الشاي
أوكاكورا كاكوزو: ولد في يوكوهاما عام 1862 م، في عائلة من الساموراي، درس في جامعة طوكيو، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل قيمًا على القسم الياباني في متحف بوسطن للفنون الجميلة، وتوفي عام 1913 م.
معلومات عن المترجم:
سامر أبو هواش: كاتب وشاعر ومترجم فلسطيني، ولد في صيدا بجنوب لبنان عام 1972 م لعائلة فلسطينية، درس الصحافة في كلية الإعلام بجامعة لبنان، وعمل في العديد من المجلات الثقافية اللبنانية، ترجم العديد من الأعمال الهامة ومنها:
اختراع العزلة، بول أوستر.
الحب كلب من الجحيم، تشارلز بوكوفسكي.
33 استراتيجية للحرب، روبرت غرين.
أكثر من طريقة لائقة للغرق، سيلفيا بلاث.