قياس المرض
قياس المرض
إنَّ تعريف الصحة والمرض قد شهد تغيرات عديدة مع دوران الزمان واختلاف الواضعين له، فهل تساوي الصحة مجرد الخلو من الأمراض؟ أم هي حالة من المعافاة الكاملة بدنيًّا واجتماعيًّا وعقليًّا، كما يحدِّدها دستور منظمة الصحة العالمية.
ما يهم الدراسات الوبائية أنه يمكن تحديد المرض إما بوضع تعريف له وتتبُّع الأفراد الذين ينطبق عليهم هذا التعريف، وإما بتعقُّب الأشخاص الذين شُخِّصوا بالفعل من أحد الأطباء، ويعيب الطريقة الأولى أنها تضيِّع وقتًا وجهدًا على أشخاص معروف إصابتهم بالمرض، ويعيب الطريقة الثانية أنه يوجد أفراد لا تظهر عليهم أعراض المرض بالتشخيص الإكلينيكي المعتاد، ولا بدَّ من إجراء مسحة وبائية واسعة لالتقاطهم.
رغم ذلك يفضِّل علماء الأوبئة بدل الانشغال بتعريف الأمراض إلى تصنيفها في مجموعات، فيعتمدون -أكثر ما يعتمدون- على “التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل الصحية المتصلة بها” الذي وضعته منظمة الصحة العالمية والذي تطوَّر أكثر من مرة خلال مائة وخمسين عامًا.
ويتم قياس معدل الإصابة بالمرض في جماعة معينة عن طريق ثلاثة إجراءات: تحديد عدد الحالات المصابة، وعدد أفراد المجتمع، خلال مدة زمنية محددة، ويختلف معدل الإصابة عن معدل خطر الإصابة الذي يعني احتمالية إصابة شخص ما في أثناء زمن الملاحظة، ويساوي عدد الأفراد الذين أصيبوا بالمرض خلال مدة زمنية معينة مقسومًا على عدد الأفراد المصابين عند بداية المدة، ولكن معدل خطر الإصابة مقياس غير مفيد في معظم الظروف إلا عندما تكون مدة الملاحظة قصيرة جدًّا، ذلك لأن المجتمعات في العادة ليست منغلقة على نفسها، بل يدخلها ويخرج منها أناس كل يوم، فضلًا عن حالات الوفاة لمصابين وغير مصابين بالمرض.
الفكرة من كتاب علم الأوبئة.. مقدمة قصيرة جدًّا
أمسى الكلام عن المرض والصحة الشغل الشاغل لدى الخاصة والعامة منذ أنْ تفشَّى وباء كورونا المستجد نهاية العام قبل الماضي، مما أَبْرَزَ العِوَزَ الشديد لعلم الأوبئة، سواء في مجال الصحة العامة أو مجال الإحصاء السكاني وديمغرافيا المجتمع، لفهم طبيعة الوباء وآثاره، فلا تكفي التجارب الحيوية المعملية المنعزلة لتفسير كل الظواهر الفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية المتعلقة بالمرض، وفي هذا الموجز عرض للمبادئ الأصلية التي يقوم عليها علم الأوبئة.
مؤلف كتاب علم الأوبئة.. مقدمة قصيرة جدًّا
رودولفو ساراتشي (Rodolfo Saracci): أستاذ زائر في جامعتي مونتريال وآرهوس وُلِد عام ١٩٣٦، وترأَّس من قَبل الجمعية الدولية لعلم الأوبئة، وشغل منصب مدير البرنامج التعليمي الأوروبي لعلم الأوبئة، وتقلَّد كذلك مناصب قيادية في مجال الأوبئة في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في ليون.
من أهم مؤلفاته:
تدريس علم الأوبئة.
مرجع أكسفورد للصحة العامة.
مبادئ قياس التعرُّض في علم الأوبئة.