قوَّة الانطوائي الإبداعية
قوَّة الانطوائي الإبداعية
نرى المؤسسات والمدارس في العصر الحديث تميل دائمًا إلى تكوين المجموعات والمساحات المُشتركة اعتقادًا أن العمل الجماعي قيمة كبيرة يتحسَّن العمل بها ويزداد الإبداع وتبادل الأفكار، ولكن! هل هذا صحيح؟
إن أحد أهم أعضاء شركة “آبل” هو “ستيفن وزنياك” الذي أسس “آبل” مع “ستيف جوبز، وقد كانا يعملان مع عدد من المهندسين في مرآب زميل لهم، هؤلاء المهندسون سمَّوا أنفسهم “نادي هومبرو”، وقد كانت طبيعة عملهم هي أن يعمل كل فرد بمفرده ثم يجتمع هؤلاء المهندسون مرة كل أسبوعين، لقد كان “ستيفن وزنياك” ينفرد بنفسه مُدَّة ثم يجتمع أفراد الفريق لتبادل الأفكار، كان يقول: “إن معظم المخترعين والمهندسين خجولون ويعيشون في رؤوسهم”، وينصح دائمًا بالعمل وحدك.
ويمكننا تفسير سبب أن الانطوائية تزيد من إبداع الفرد في أنها تجعل العقل يُركِّز على المهام الموجودة، وتمنع التشتُّت وتبديد الطاقة في الأمور الاجتماعية التي لا صلة لها بالعمل، فالعزلة تُعلِّم الإنسان العمل باستقلالية، وتسمح للإنسان إطلاق أفكاره دون خجل من تعليق الآخرين أو هيمنة طرف واحد على المجموعة فينساق باقي أعضاء المجموعة إلى رأيه.
كما أن عمل المرء بمفرده يجعله قادرًا على تحسين أدائه من خلال مراقبته لنفسه، دون أن يحمل عبء تقييم الناس له، لذا نجد أن موظفي المكاتب المفتوحة يعانون ارتفاع ضغط الدم والتوتر الدائم، قلقًا من تنصُّت الزملاء أو تجسُّسهم.
لذا فنحن بحاجة إلى تقدير طبيعة الناس بتوفير البيئة المُناسبة التي توفِّر لهم المزيد من التركيز، فنُقدِّر قيمة الصمت والعُزلة كما نُقدِّر قيمة العمل الجماعي.
أما إن كان القائد انطوائيًّا فلا بد أن نُدرك جيِّدًا أنه يمتلك أساليب قيادية تختلفهن القائد الانبساطي، فالقائد الانطوائي يُفكِّر جيِّدًا في قراراته، ولا يكون مُهتمًّا بالحفاظ على سلطته، فيستمع لآراء من يعمل معه ويوكل لهم المهام المناسبة محتفظًا بهدوئه، على عكس الانبساطي الذي يمتلك مهارات قيادية أُخرى.
الفكرة من كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
“إنه انطوائي لن يستطيع الاندماج في هذه الحياة!” كثيرًا ما نسمع مثل هذه العبارات حولنا، والتي تحمل في دلالتها أن الشخص الانطوائي هو شخص منغلق، خجول، يخاف من الناس، وأن هذه الصفات تعني عدم تأهُّل الشخص للخوض في الحياة، ولكن هل بالفعل كلمة “انطوائي” تعني هذه الصفات؟ وهل “الانطوائي” شخص عاجز على عكس “الانبساطي”؟ وهل بالفعل تُعدُّ “الانطوائية” اضطرابًا سلوكيًّا يجب التخلُّص منه؟
في هذا الكتاب بذلت الكاتبة جهد سنوات لتُقدِّم لنا مفهوم “الانطوائيَّة” بمعناها الحقيقي الدقيق، وكيف للثقافة المُجتمعية أن تؤثر في مفهوم الانطوائية، وما المُمميزات والمهارات التي يتمتَّع بها الانطوائي، وكيف يمكن للمجتمع والأسرة توظيف تلك المهارات.
مؤلف كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
سوزان كين: كاتبة أمريكية ولدت سنة 1968م، درست المُحاماة من كلية هارفارد ثم اتجهت إلى التأليف، فألَّفت كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يمكنه التوقف عن الحديث” عام 2012، وشاركت في تأسيس شركة Quiet Revolution.
Quiet Journal: Discover Your Secret Strengths and Unleash Your Inner Power.
Bittersweet: How Sorrow and Longing Make Us Whole.
معلومات عن المُترجم:
عماد إبراهيم عبده: ترجم عددًا من الكُتب، منها:
ماذا لو؟ إجابات علمية جدية عن أسئلة افتراضية غير معقولة.
خط الدم أو حمرة الغسق في الغرب.