قوى السوق العالمية والبساطة والقيادة
قوى السوق العالمية والبساطة والقيادة
إن من ضمن القوى التي تجعل الإدارة بدون إدارة أمرًا ممكنًا أيضًا قوى السوق العالمية والبساطة والقيادة، فقوة السوق العالمية تؤدي إلى زيادة المنافسة عالميًّا، ومن ثَمَّ إلى حدوث تغييرات جوهرية في الكيفية التي يدار بها العمل، ولا تستطيع أي منظمة مهما كانت كفاءتها أن تصبح رائدة عالميًّا فيما تقدمه من منتجات أو خدمات دون أن تعمل حسابًا للمنظمات العالمية الأخرى، وعندما تواجه الشركات المنافسة العالمية فإنها تضطر إلى رفع كفاءتها والتخلص من الترهل الإداري ومن الأنشطة عديمة القيمة، وهذا يعني أن الإدارة لن تجد مكانًا آمنًا تختبئ فيه.
وتهدف قوة البساطة إلى التخلص من التعقيد الذي يجعل إدارة المنظمات أكثر تكلفة وأقل سرعة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تقسيم العمل إلى وحدات صغيرة تتمتع بالاستقلالية، مما يقلل الحاجة إلى إدارة مركزية، ويجب على المنظمات التركيز على ما يحقق لها ميزة تنافسية والتخلص من الأنشطة التي تحقق عائدًا هامشيًّا، مما يجعل المنظمات أكثر بساطة وتركيزًا.
أما قوة القيادة فهذه القوة تهدد الإدارة، وذلك بسبب قوة القادة وقدرتهم على إدارة المنظمات دون الحاجة إلى المستويات الإدارية الكثيرة، إذ تعتمد الإدارات العليا على الإدارات الوسطى لإمدادها بالمعلومات وتحويل رغباتها إلى خطط قابلة للتنفيذ، ولكن القادة الجدد يرون أن هذا الشكل البيروقراطي معقد ومعوق للعمل.
الفكرة من كتاب الإدارة بدون إدارة
ينقسم هيكل أي شركة إلى ثلاثة أقسام رئيسة وهي: الإدارة والإنتاج والتسويق، فإذا نظرنا إلى قطاع الإنتاج فسنجد أنه كلما زادت قدرات الشركة الإنتاجية زادت مصادر قوتها، فأي شيء يصرف في هذا القطاع هو استثمار، وقطاع التسويق يأتي بما يصرف عليه وزيادة، في حين أن قطاع الإدارة قد يصرف مبالغ طائلة ووقتًا وجهدًا وعددَ موظفين كبيرًا بلا عائد!
يناقش ريتشارد كوخ وإيان جودون، فكرة تقليل حجم الإنفاق على قطاع الإدارة وتطويره بحيث الاستفادة منه بأدنى تكلفة، وأهم القوى الكبرى التي تهدد الإدارة.
مؤلف كتاب الإدارة بدون إدارة
ريتشارد كوخ: كاتب بريطاني، ومستشار إداري سابق ورجل أعمال.
ألف كتب عدة عن كيفية تطبيق مبدأ باريتو (قاعدة 20 / 80) في جميع مناحي الحياة.
إيان جودون: رائد أعمال ومستثمر دولي، ولديه مهارة في الارتقاء بالمنظمات إلى حد كبير.