قواعد وفرصٌ جديدة
قواعد وفرصٌ جديدة
لا شك أن كل التغييرات التي يشهدها عصرنا تحتاج إلى أن نغير القواعد التسويقية المعروفة، فإذا نظرنا مثلًا إلى قواعد الوعي بالعلامات التجارية القديمة سنجدها تتضمن صنع شيءٍ يناسب الجميع، ثم تحكي قصتك، وتجذب الزبائن، فتُشكل وعيًا بعلامتك التجارية. لكنَّ هذه القوانين قُلبت الآن لتبدأ بأن تفهم قصة العملاء، ثم تصنع شيئًا يريدونه، ثم تقدم لهم قصة يحكونها، فتُشكِّل ولاءً لعلامتك التجارية.
وعندما نُسوِّق لمنتجاتنا، علينا ألا نركز على الحقائق والمعلومات فقط، ولكن على المشاعر أيضًا، لأننا في الحقيقة نشتري بقلوبنا وليس بعقولنا فقط. إعلانات العقارات ينبغي أن يكون فيها شيءٌ عن نسمات الهواء الباردة في الصيف أو أمسياتٍ شتوية دافئة. إعلانات الثياب يمكن أن تكون كإعلانات Kit and Ace التي تُعلن مثلًا عن وشاحٍ في قصة قائلةً: “عناقٌ دافئ من الكشمير في يوم بارد، مثل أول رشفة من الشُّرْبة في يوم شتوي أو جسد دافئ بجوارك تحت البطانية، إحاطة نفسك بالدفء تتربع على عرش اللذات البسيطة”، ربما يبدو الأمر خدعة تسويقية، لكنَّ الناس لا يشترون منتجًا فقط، بل شعورًا أيضًا.
وبما أن للمشاعر تأثيرًا كبيرًا، فينبغي لنا أن نُحسن فهم المشاعر الكامنة في البيانات التي نجمعها عن عملائنا، وألا نركز على الربح وحده بل نحاول إسعاد الناس، فإن فعلنا؛ فزنا. ولنحاول أن نكون جزءًا من حياتِهم، ولدينا كمثالٍ متجر Velo Cult للدراجات الهوائية الذي يضم مقهًى ومتحفًا ويُنظم حفلاتٍ ومناسباتٍ لزبائنه.
وينبغي لنا حينما نبحث عن أفكارٍ جديدة أن ننتبه للمشكِلات الخفية، التي اعتدناها حتى ظننا أنها ليست مشكلاتٍ أو أنها لا تحتاج إلى حلول جديدة، فهكذا جاءت مثلًا فكرة مسَّاحات زجاج السيارات الأمامي. ولنتذكر كذلك أن النجاحات الكبيرة لم تعد مرتبطةً فقط بالشركات العملاقة الشهيرة، لأن تحويل فكرةٍ إلى منتجٍ فيها يحتاج إلى وقت طويل ويؤدي إلى بطء استجابتها إلى تغييرات السوق والجماهير، والمبدع الصغير لم يعد بحاجةٍ إلى تاريخٍ حافل بقدر حاجته إلى فهم عملائه.
الفكرة من كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
في عالمٍ تملؤه خيارات متشابهة ولا محدودة، نحتاج إلى النظر إلى عملائنا على أنهم مصدر إلهام لا فريسة، أن نفهم مشكلاتهم وآمالهم لنُبدع أفكارًا ناجحة تُغير قصصهم، وسواء كنت رائد عمل صغير أم صاحب علامة تجارية كبيرة تحاول البقاء على القمة، فسيفيدك أن تعرف معنا في هذا الكتاب أُسلوبًا مختلفًا في التسويق نركز فيه على قصة العميل، وننتبه فيه للتغيرات التي يشهدها عصرنا، ونتعرف أمثلةً ناجحة ونفهم سبب نجاحها، ونعرف مخطَّط القصة الذي ابتكرته المؤلفة ليساعدنا في رحلتنا الإبداعية مع أفكارنا وابتكاراتنا وتنفيذها.
مؤلف كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFULمؤلف كتاب
برناديت جيوا، كاتبة أيرلندية أسترالية، بدأت مشوارها بالكتابة على مدونتها الإلكترونية، ثم نشرت كتبًا عديدة في مجال التسويق وغيره، مثل الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب – Marketing, a love story”، و”What great story tellers know”، و”Making your idea matter”، ثم دخلت عالم الروايات مع رواية “The making of her”.
وهي تقدم ورشًا وخدمات إرشادية على موقعها الإلكتروني thestoryoftelling.com.
المترجم: أحمد الشاذلي.