قواعد الممارسة الفكرية
قواعد الممارسة الفكرية
عندما يبدأ الناس في رحلات مساعدة النفس فإنهم يتوقعون الوصفة السحرية التي ستغير حياتهم في لمح البصر بيد أن الأمر في الحقيقة يحتاج إلى التكرار، والتبصر الذي نريده أن يستمر معنا في حياتنا يحتاج إلى الممارسة المستمرة كأساس نستطيع أن نجعل به أدمغتنا وأجسامنا تتعامل تلقائيًّا من منطلق “أنا كافٍ”.
ينطلق الكاتب مما يسميه المرونة العصبية، والتي تعني أن دماغنا يتغيَّر باستمرار، الدماغ لا يميز ما بين الحقيقة والتخيل؛ فالدماغ يتغير عندما نقوم بفعل شيء ما بنفس الطريقة التي يتغير بها إذا تخيلنا أننا قمنا بهذا العمل، وهذا ما يسمى بالممارسة الفكرية، بمعنى أن أحدنا إذا تخيَّل أنه يقفز من مكان مرتفع فإن جسده سيصنِّفها كما لو كان يفعل ذلك في الحقيقة، وبالمثل إذا تخيلنا أننا نقدِّر أنفسنا على المستوى الصحي، فمثلًا يمكن تخيل موقف تم الصرف فيه على نحو متدنٍّ من تقدير الذات ثم تخيل لو تكرر هذا الموقف كيف سيكون التصرف فيه من منطلق “أنا كافٍ”.
كيف ستتصرف؟ كيف ستقف؟ ماذا ستقول؟ كرِّر هذا المشهد في تفكيرك من خمس إلى عشر مرات مع تذكير نفسك كم كنت في مرحلة “غير كافٍ”، وتخيل تصرفك وأنت تشعر أنك كافٍ، ومع تكرار هذا المشهد يوميًّا أو أسبوعيًّا لعدة مرات ستشعر أنك تظهر بالفعل أنك كافٍ في الموقف.
شارك الكاتب في أحد كتبه بحثًا حول عزف بعض الأشخاص على البيانو عددًا من النغمات، وتمت مقارنتهم بآخرين يتخيلون عزفهم لهذه النغمات وعند النظر إلى تخطيط الدماغ لكلتا المجموعتين لا تستطيع معرفة من عزف النغمات ومن تخيَّل عزفها.
الأمر شبيه بما تتعلمه وتنساه في حياتك إذا لم تكرره، فأنت مثلًا تعلمت القسمة المطولة في المدرسة ثم الآن نسيت كيف كنت تفعلها لأنك لم تواظب على التدريب، وبنفس الكيفية ينسى دماغك تقدير ذاتك المتدنِّي إذا تركت التفكير بهذه الطريقة واستبدلت بها التفكير على النحو الصحي من تقدير الذات.
الفكرة من كتاب أنا أحب ذاتي
“أشعر أني لست كافيًا”.. ينطلق الكثيرون في حياتهم من هذه الجملة، ويسيرون في الحياة بشعور أنهم صغار وغير واثقين وغير مستحقين لأي شيء في الحياة، وهذا الشعور يسلب الإنسان أحقيته في كل الامتيازات والفرص التي قد تصادفه في مشواره العلمي أو الاجتماعي.
في هذا الكتاب يصف الكاتب رحلته الشخصية من مرحلة “لست كافيًا” إلى مرحلة “أنا كافٍ.. أنا أستحق”، والطريقة التي قد يستطيع بها أي شخص أن يحب ذاته.
مؤلف كتاب أنا أحب ذاتي
ديفيد هاملتون : ولد في لندن عام 1933، وهو مخرج سينمائي ومصور وكاتب سيناريو، وتوفي منتحرًا في الدائرة السادسة في باريس عن عمر يناهز 83 عامًا في عام 2016.
له العديد من المؤلفات منها: “اللطف وآثاره الخمسة”، و”كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك”، و”الاستشفاء البدني بالعقل والروح”.
حاز ديفيد هاملتون درجة الشرف والمرتبة الأولى في الكيمياء وتخصَّص في البيولوجيا والكيمياء الطبية، وحاز أيضًا الدكتوراه في الكيمياء العضوية.
معلومات عن المترجمين:الدكتور محمد ياسر حسكي ولينا الزيبق ترجما معًا عددًا من الكتب، منها: رواية “الحب”.
ولقد ترجم محمد ياسر حسكي كتبًا أخرى بمفرده، ومنها: “المركب الفارغ.. لقاءات مع اللاشيء”، و”الطريق إلى الحب”، و”الدماغ الخارق”.