قواعد المرافعات وإثبات التهم
قواعد المرافعات وإثبات التهم
“من دون قواعد مرافعات مستقرة لا توجد ضمانات أكيدة، ومن دون ضمانات أكيدة تتطاير الحقوق الأساسية و لو وردت في ألف دستور”، هذا قول الكاتب اليوم أما النبي (صلى الله عليه وسلم) فقد سبق معاصريه ومن جاء قبلهم قبل 14 قرن، في بيئة قبلية جاهلية لم تسمع من قبل بقواعد الأدلة والإثبات بالإصرار على براءة المتهم حتى يثبت عكسها.
في هذا السياق استعان الكاتب بالحديث عن الرجل يجد امرأته مع رجل، أيمهله حتى يأتي بأربعة شهداء؟، فيرد (صلى الله عليه وسلم) بالإيجاب، وهنا يقارن الكاتب بين هذا الحديث وبين المحاكم المعاصرة التي تولي ما يسمى بجرائم الشرف معاملة خاصة تنتهي بالحكم على الزوج المُدان بحكم مخفف، وليس هذا التعاطف بحكر على بلاد المسلمين، فكثير من الدول المسلمة وغير المسلمة تحتوي قوانينها على نص مقتبس من القانون الفرنسي يقضي بلطف المعاملة مع الزوج المخدوع قاتل زوجته.
أما في رأي غازي القصيبي فإن الفقهاء المسلمين حتى المعاصرين منهم لم يولوا قواعد المرافعات، وقواعد الأدلة والإثبات بوجه خاص، ما تستحقه من اهتمام ونتيجة لذلك تهدر الحقوق الأساسية التي ضمنتها نصوص القرآن والسنة عمليًّا عند التطبيق. بينما في الواقع لا تحتاج نصوص السنة إلى شرح، بل تحتاج إلى أن تحول إلى تشريعات حاسمة هى جزء لا يتجزأ من حياة المجتمع المسلم اليومية و تلزم الحاكم لا المحكوم، فوفقًا للكاتب “لا ينتفع أى مسلم من حق تستطيع السلطة التنفيذية أو القضائية إهداره بمجرد أن يقرر أن المصلحة العامة تقتضي ذلك”.
الفكرة من كتاب ثورة في السنة النبوية
الثورة هي التغيير الشامل الكامل لوضع ما، والثورة التي يتحدث عنها هذا الكتاب هي ثورة على الأوضاع الجاهلية المتخلفة التي ما زالت موجودة في عدد من الميادين الرئيسة في بعض الدول الإسلامية أو معظمها. في هذا السياق يستعين الكاتب بنصوص كلها من الأحاديث الصحاح بالإجماع مأخوذة من كتاب “جامع الأصول في أحاديث الرسول” لكاتبه الإمام الجزري، ليفتح المجال أمام الباحثين لإقناع المسلمين الراغبين في الإصلاح بقلوبهم لا بألسنتهم، أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج إذا انتهت الانتقائية الانتهازية التي يمارس بها المسلمون دينهم.
مؤلف كتاب ثورة في السنة النبوية
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م، درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس متخصصًا في العلاقات الدولية. ثم حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college.
عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه و الكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا عددًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وعددًا من الكتب منها: “كتاب حياة في الإدارة”، وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”، أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.