قواعد الشراكة
قواعد الشراكة
لأننا لسنا جزرًا منعزلة ولأننا جميعًا نتوق إلى الحب ودفء العلاقات؛ يتوجَّب علينا أن نحافظ على علاقاتنا حتى تظل مثمرة ولا نفسدها لعدم إدراكنا كيفية التعامل مع شريك حياتنا، لذا فالقاعدة الأولى هي “الاحتفاء بالمشترك وتقبُّل الاختلاف”؛ بالطبع هناك اختلاف بين الجنسين، لكن المشترك أكثر؛ فبدلًا من التركيز على الاختلاف بشكل سلبي يتوجَّب عليك أن تحتفي بما هو مشترك بينكما، وهذا لأن العلاقة هي فريق يتشكَّل من اثنين يمتلكان مهارات ومواهب خاصة بكل فرد، فبدلًا من التنازع على القيادة يمكن التعاون بما هو مشترك وتبادل الأدوار بشكل يضمن النجاح للفريق.
القاعدة الثانية هي “المساحة الفردية”؛ فالعلاقة الصحية تستوجب التخلُّص من الهيمنة المسيطرة من كلا الطرفين تجاه الآخر، فكلاكما يحتاج بعض الاستقلالية وممارسة هواياته الخاصة حتى لا يسود الإحساس بفقدان الحرية والنفور، لذا يجب عليك مراجعة أفعالك المهيمنة مع شريكك والسيطرة عليها ومنحه حريته، أما الثالثة فهي “الاهتمام بشريكك”؛ فمن الغريب أن يعامل بعض الناس أصدقاءهم أو الغرباء بشكل أفضل من شريك حياتهم الذي يفترض أن يكون أقرب شخص إليهم في هذه الحياة، لذا يجب عليك أن تعامله بشكل مهذب وألطف من أي شخص آخر، وأن تهتم بسلامته وصحته وتدعم أحلامه وأهدافه حتى لو كانت بعيدة عن دائرة اهتماماتك ما لم تؤثر بالسلب في العلاقة، ففرصتك في حصد المقابل تزيد بإبدائك اهتمامًا صادقًا، مثل أن تخطِّط لمفاجأته وإسعاده، وأن تهتم بحياتكما المشتركة وتحبها حبًّا حقيقيًّا بمشاركة الأحلام والتجارب واللحظات السعيدة ومحاولة تخطِّي اللحظات الصعبة والخلافات والمبادرة بتقديم الاعتذار، فبناء العلاقات القوية يستوجب الثقة، وبذل الجهد، والإنصات الحقيقي، والتفاعل مع الشريك باكتراث، والثرثرة في كل شيء، فمتى توقف الحديث بينكما تأكد بوجود خطأ في علاقتكما.
والقاعدة الرابعة “على نفس الطريق”؛ إذ يجب التأكد من أنكما تسيران نحو نفس الغاية ونقطة الوصول، وأن لديكما أهدافًا وأساسيات مشتركة، يسعى كلٌّ منكما لمساندة الآخر في تحقيقها، أو التذكير بها إن حادت بكما الطرق وأحسست أنك فقدت رؤية شريكك أو ساد الجمود النفسي بينكما، وأخيرًا القاعدة الخامسة “القناعة”؛ فالقناعة والرضا في العلاقات يعدان الهدف الأسمى فيها، وذلك لأن مجرد البحث عن الشريك المثالي ومن تتأجَّج معه المشاعر، والغرق حتى الثمالة في الحب، ومن ثم انتظار أن تدوم تلك المشاعر فهذا درب من الخيال، فالمشاعر لا محالة تخبو وما يدوم هو دفء العلاقة والإحساس بالأمان والسكينة بها ولا يحدث هذا إلا بالرضا والقناعة بالشريك.
الفكرة من كتاب قواعد الحياة: الوصفة السحرية لحياة أفضل، وأكثر سعادة، وأكثر نجاحًا
هل حلمت يومًا بأن تصبح شخصًا ناجحًا، ومن ثم حاولت جاهدًا الوصول إلى هذا الحلم، ولكن الحظ لم يحالفك أو أن الحياة قد أحبطتك؟ اطمئن أيها القارئ العزيز؛ أنا على ثقة تامة برغبتك الصادقة ومحاولاتك الجادة، لكن دعني أحاول أن أفسِّر لك من خلال هذا الكتاب لماذا لم تصل إلى مبتغاك بينما وصل آخرون على الرغم من أنهم يتساوون معك في المهارات.
إن ريتشارد تمبلر من خلال مراقبته للناس وجد أن ما يفرق حقًّا بين الناجحين، أي من يشعرون بالرضا والسعادة في حياتهم وغيرهم ممن يجدون صعوبة بالغة في الحياة يتمثل في بعض السلوكيات الحياتية المتبعة القادرة على تغيير مجرى الحياة، ومن ثم وَضع تلك السلوكيات على شكل أربع دوائر هي: الشخصية، والشراكة، والأهل والأصدقاء، والدائرة الاجتماعية، كل دائرة تحوي مجموعة من القواعد والسلوكيات التي تؤهِّلك للتعامل مع مشاعرك الداخلية والعالم من حولك لكي تحظى بالنجاح في الحياة؛ هدفك المنشود.
مؤلف كتاب قواعد الحياة: الوصفة السحرية لحياة أفضل، وأكثر سعادة، وأكثر نجاحًا
ريتشارد تمبلر: كاتب بريطاني شهير ولد عام 1950م، اشتهر بمؤلفاته في مجال التنمية الذاتية، وقد أصدر سلسلة من كتب “القواعد” في هذا المجال، كما اشتهر بقدرته على مراقبة السلوك البشري وبخاصةٍ الناجحين في مختلف المجالات، ومن ثم معرفة سر نجاحهم وتبسيطه للناس في مؤلفاته على شكل عدة قواعد.
مؤلفات أخرى للكاتب:
قواعد الحب.
قواعد الثراء.
Rules Of Management.