قناعات ورؤى
قناعات ورؤى
كان للدكتور عمر مجموعة من القناعات والأفكار التي يمارسها في حياته من أجل الوصول إلى حال من التصالح والتوافق بين الظاهر والباطن، وعلى رأس هذه القناعات التمسك بالقرآن الكريم، واستشعار ما به من هدى ونجاة ومنهج حياة، إلى جانب الإيمان الصادق الذي يهذب العقل ويبعد القلق ويبعث العزيمة، وعلى الرغم من أن الدكتور عمر يتقن الألمانية والإنجليزية، فقد اعتز بلغته العربية، لغة أقدس الكتب السماوية.
كما أنه يدرك قيمة الأسرة ويعدها أعظم مكامن سعادة المرء، ويُنكر قضاء البعض جُلّ أوقاتهم بعيدًا عن أسرهم، ويحب الأطفال ويرى أنهم بهجة الدنيا، ومن أجلهم يجب أن تصرف كل الجهود، كما يحب الوطن ويرى أن جودة العمل والانضباط وحماية السلام والأمن العام أعظم خدمة يقدمها المواطن إلى بلاده. وبوصفه وريثًا للعلم، كان يقدر قيمة هذا الإرث، ويرى أن العلم أهم رسالة في الحياة، ولا يُمكن فصل فروعه بعضها عن بعض، فعلى سبيل المثال يرتبط الطب بالجغرافيا، إذ يعتمد التشخيص والعلاج بالموقع الجغرافي، كذلك الطب والفقه، إذ ترتبط بعض الفتاوى بحالة الفرد الطبية، ولأن التعلم عملية مستمرة، نحتاج إلى البحث العلمي، وكان الدكتور عمر يرى أن البحث العلمي ليس مجرد استقصاء خلف المعلومات، بل هو رحلة ابتداع طرق جديدة تقود إلى اختراع غير مسبوق، وتنير الدروب أمام الآخرين ليكملوا المسيرة، وينبغي أن يكون ضمن مناهج الدراسة الرسمية.
وكان لا يحب الأحاديث المرسلة والكلام العام الذي يُساق بلا علم وبلا برهان، ويؤمن بأن العمل عبادة، ويرى أن الطبيب يجب أن يتصف بالحكمة، ويتسم بالصبر والتفاؤل مع المريض، وألا ينشغل بالوجاهة التي يمنحها له الناس، بل عليه أن يكون متواضعًا حتى يعبر إلى قلوب الآخرين، وأن يسعى في طلب العلم لأن المهنة ترتبط بصحة الناس، ويحذر من استخدام التطبيب تجارةً خالصةً في القطاع الخاص. ويقدر الدكتور عمر بعض الخصال كالتحلي بالأخلاق، والتمسك بأهداف سامية، والتواضع، والجدية، والإتقان، كما ينصح بتنمية مهارات الحديث والإلقاء ومهارات التواصل، لأنها تُعيينا على تبادل المعارف والخبرات.
الفكرة من كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
من جالس العلماء ازداد علمه وحسن أدبه، واليوم لدينا جلسة مع أحد علماء الأمة العربية والإسلامية، وهو الدكتور عمر بن عبد العزيز آل الشيخ، استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، والعضو السابق بهيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ينقل لنا في هذه الجلسة جوانب من مسيرته الحياتية، لعلها تنير دروب الأجيال الصاعدة، فهي سيرة مفيدة للدارس، مطمئنة للمريض، باعثة للهمة، وتهدف إلى المشاركة الإيجابية في نهضة بلاد العرب والمسلمين.
مؤلف كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
عمر بن عبد العزيز آل الشيخ: استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، وعضو سابق في هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، وُلد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في عام 1951م، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة فيينا في عام 1983م، ثُمَّ حصل على الزمالة الألمانية لتخصص الأمراض الجلدية من جامعة بون في عام 1989م
وتولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد منذ عام 1994م حتى عام 2009م، وأطلق جائزة عمر بن عبد العزيز آل الشيخ للبحث العلمي وخدمة المجتمع في عام 2012م، كما له عديد من المقالات المنشورة في المجلات العلمية والعالمية، والعديد من المحاضرات في مجال تخصصه.