قلق الموت والتديُّن
قلق الموت والتديُّن
اختلفت نتائج العلاقة بين قلق الموت والتديُّن اختلافًا كبيرًا، فأمَّا أبحاث كاليش تزعم أن لا علاقة بين قلق الموت والاعتقاد في الله أو الحياة بعد الموت، وتؤيدها في زعمها دراسة مارتن وايتسمان. لكن لا تتفق انطباعات العاملين في الصحة النفسية وأصحاب الاتجاهات الدينية مع ذلك، وكلاهما يرى أنه لا بد أن للمعتقدات الدينية أثرًا في مشاعر الفرد تجاه الموت، وأما ليستر وفيفل فيدَّعيان أن التديُّن يزيد الانشغال بالموت، وأن كبار السن يتعلَّلون بالدين لدفع قلقهم من الموت ويحاولون التفكير بأنه تبشير بحياة جديدة، وأما الدراسة التي قام بها المؤلف على طلبة ذكور من جامعة الإسكندرية تكشف ارتباطًا سلبيًّا بين قوة التديُّن وقلق الموت، ولم تصدق هذه النتيجة على الإناث، وكشفت دراسات تمبلر أن أصحاب المعتقدات الدينية القوية والذين يشهدون الشعائر التعبدية باستمرار لديهم قلق أقل من الموت، وأما مكموردي في كتابه “التدين والخوف من الموت.. قوة نسق العقيدة”، فيقرِّر أن بين قلق الموت ودرجة التديُّن علاقة منحنية لا تثبت على درجة واحدة.
وأما الملحدون أو الذين لا يعتقدون في الحياة الآخرة فتتناقض بشأنهم النتائج كما حصل مع المتدينين، فربما يرتفع عندهم خوف الموت لأنهم يخسرون حياة وملذَّات لا يملكون سواها، وربما يقل خوفهم لأنهم لا يخشون عقوبة بعد الموت ولا يأملون في نعيم.
يُرجع مؤلف الكتاب أسباب تلك النتائج المتضاربة إلى اختلاف خصائص العيِّنات في أمور كثيرة كالسن والمرض والمهنة والحضارة والفوارق الثقافية، وتنوُّع أدوات القياس والإحصاء، ونحن بحاجة إلى دراسة إمبريقية تُعزَل عنها العوامل الأخرى وتتوحَّد فيها أساليب فحص النتائج وتحليلها.
الفكرة من كتاب قلق الموت
الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد، على اختلاف مذاهب الناس ومشاربهم، وكل إنسان ينظر إلى الموت ويتعامل معه بطريقته الخاصة بحسب عقيدته وأفكاره وسلوكه والبيئة المحيطة به، والخوف من الموت أمر غريزي له فوائد، لكن عندما يتخطَّى الحد الطبيعي له يمنع المرء عن العمل في الحياة والاستمتاع بها، ويجعله عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب، ورغم أهمية ذلك الموضوع وجدارته بالبحث والتحليل فإنَّ مكتبتنا العربية جدُّ فقيرة فيه.
مؤلف كتاب قلق الموت
الدكتور أحمد محمد عبد الخالق: أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعضو الجمعية المصرية للدراسات النفسية وعضو الجمعية النفسية الأمريكية، وُلِد بالقاهرة عام ١٩٤٣، وعمل سابقًا في جامعات الأزهر وبيروت والملك سعود، وأشرف على تحرير سلسلة متخصِّصة بعنوان “بحوث في السلوك والشخصية” في ثلاثة مجلدات.
من مؤلفاته:
الاستخبارات الشخصية.
الأبعاد الأساسية للشخصية.