قلق الموت في الصغار والكبار
قلق الموت لدى الصغار والكبار
أجرى ديڤيد ليستر عام ١٩٦٧ دراسة على ثلاثة وثلاثين طفلًا بين سن سنة وثلاثة عشر عامًا يعانون نتيجة أمراض الدم والسرطان، ولاحظ أن قلق الأطفال تحت سِن الخامسة كان أشد بالنسبة لانفصالهم عن أمهاتهم، بينما سيطر الخوف من بتر الأعضاء والتشويه على الأطفال بين خمس وعشر سنوات، واستحوذ الخوف من الموت على الأطفال فوق العاشرة، فكلما زاد عمر الطفل زاد خوفه من الموت أو زاد وعيه به!
في دراسة من نوع آخر قامت بها ماريا ناجي أنبئت عن أن الأطفال من سن ثلاث إلى خمس سنوات ينظرون إلى الموت كأنه راحل سيرجع وينكرون الحقيقة المطلقة للموت، والأطفال من خمس إلى تسع سنوات يرون الموت رجلًا ماكرًا يأخذ الناس بالقوة والحيلة، أما الأطفال فوق التاسعة فنظرتهم إلى الموت تشبه نظرة البالغين؛ فهو أمر حتمي يفنى فيه الجسد، ويرفض الأطفال فكرة موت الصغار والأصحاء، لكن بتقدُّمهم في العمر تصبح تصوُّراتهم عن الموت أكثر نضجًا وواقعية، وتتعلَّق أسئلة الطفل الأولى عن الشخص الميت ثم فعل الاحتضار ثم ما يقع للشخص بعد موته.
على الطرف المقابل، أظهرت دراسة فيفل أن الموت لدى ذوي الأسنان يتجه اتجاهين: الموت نهاية كل شيء وبداية وجود جديد، وهو راحة من الألم، وترى الدراسة النابغين والمحققين لذاتهم أقل إنكارًا للموت وتعاملهم مع الشيخوخة أفضل، وأصحاب الأفكار غير المتزنة عن الموت هم الأشد قلقًا، ويُعد الفراغ عاملًا محفزًا لقلق الموت بخلاف الانشغال بالأنشطة، لكن تتناقض الدراسات بين الإيجاب والسلب في العلاقة بين قلق الموت والتقدم في العمر، وكذلك في أثر الأمراض؛ ولعل ذلك نتيجة اختلاف ظروف من أُجريت عليهم تلك الدراسات.
الفكرة من كتاب قلق الموت
الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد، على اختلاف مذاهب الناس ومشاربهم، وكل إنسان ينظر إلى الموت ويتعامل معه بطريقته الخاصة بحسب عقيدته وأفكاره وسلوكه والبيئة المحيطة به، والخوف من الموت أمر غريزي له فوائد، لكن عندما يتخطَّى الحد الطبيعي له يمنع المرء عن العمل في الحياة والاستمتاع بها، ويجعله عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب، ورغم أهمية ذلك الموضوع وجدارته بالبحث والتحليل فإنَّ مكتبتنا العربية جدُّ فقيرة فيه.
مؤلف كتاب قلق الموت
الدكتور أحمد محمد عبد الخالق: أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعضو الجمعية المصرية للدراسات النفسية وعضو الجمعية النفسية الأمريكية، وُلِد بالقاهرة عام ١٩٤٣، وعمل سابقًا في جامعات الأزهر وبيروت والملك سعود، وأشرف على تحرير سلسلة متخصِّصة بعنوان “بحوث في السلوك والشخصية” في ثلاثة مجلدات.
من مؤلفاته:
الاستخبارات الشخصية.
الأبعاد الأساسية للشخصية.