قلق الموت
قلق الموت
للقلق تعريفات كثيرة، عرَّفه تمبلر بأنه “حالة انفعالية غير سارة يعجِّل بها تأمُّل الفرد في وفاته” وحدَّه ديكستاين بأنه “التأمل الشعوري في حقيقة الموت والتقدير السلبي لهذه الحقيقة”، وظلَّت دراسة القلق لصيقة بدراسة مسألة الموت، فقد وضع فخنر كتابًا صغيرًا عن الحياة بعد الموت، وأجرى ستانلي هول دراسة إمبريقية عن رهبة الموت، وأُسِّست عام ١٩٧٠ مجلة “النهاية.. مجلة الموت والاحتضار”.
ميَّز بعض العلماء بين قلق الموت وقلق الاحتضار حيث يقع المرء تحت صراع بين الأمل في ألا يكون ذلك مرض الموت واليأس من الشفاء منه، ويغذِّي هذا القلق بعض الاعتقادات الدينية المتعلقة بخروج الروح وألم النزع والحشرجة، لكنَّ معظم الباحثين يجعلون قلق الاحتضار جزءًا من قلق الموت وليس منفصلًا عنه، وليس بالضرورة أن يكون القلق لحظة الاحتضار أشدَّ من قلق الموت إبان الظروف العادية، ورغم ذلك فإن شعور الاكتئاب هو السائد في الشخص الواعي بأنه على مشارف الموت.
رسمت الباحثة إليزابيث كوبلر مراحل للاحتضار تبدأ من الإنكار، ثم السخط ثم الاكتئاب ثم الإذعان والاستسلام للموت، وقد صُوِّبت سهام النقد نحو تلك المراحل المزعومة بوصفها ذاتية وغير مبرهنة، كما أنها تجاهلت الكثير من العوامل النفسية والبيئية التي يحتمل أنها تؤثر في تفاعل المريض مع أعراض الاحتضار.
رفعت أبحاث أجنبية الستار عن مسرح على خشبته مرضى يُحتضرون، ومقدمو الرعاية الصحية يتعاملون مع أكثرهم بنوع من النفور والتملُّص من الرد عن استفساراتهم بشأن الموت والاحتضار، وأبعد من هذا أن مرضى الطبيب الذين يعاني قلق الموت يمكثون مدة أطول في المستشفى من غيرهم!
الفكرة من كتاب قلق الموت
الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد، على اختلاف مذاهب الناس ومشاربهم، وكل إنسان ينظر إلى الموت ويتعامل معه بطريقته الخاصة بحسب عقيدته وأفكاره وسلوكه والبيئة المحيطة به، والخوف من الموت أمر غريزي له فوائد، لكن عندما يتخطَّى الحد الطبيعي له يمنع المرء عن العمل في الحياة والاستمتاع بها، ويجعله عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب، ورغم أهمية ذلك الموضوع وجدارته بالبحث والتحليل فإنَّ مكتبتنا العربية جدُّ فقيرة فيه.
مؤلف كتاب قلق الموت
الدكتور أحمد محمد عبد الخالق: أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعضو الجمعية المصرية للدراسات النفسية وعضو الجمعية النفسية الأمريكية، وُلِد بالقاهرة عام ١٩٤٣، وعمل سابقًا في جامعات الأزهر وبيروت والملك سعود، وأشرف على تحرير سلسلة متخصِّصة بعنوان “بحوث في السلوك والشخصية” في ثلاثة مجلدات.
من مؤلفاته:
الاستخبارات الشخصية.
الأبعاد الأساسية للشخصية.