قلق ارتكاب الأخطاء
قلق ارتكاب الأخطاء
تكثر الأخطاء في تطبيق الإجراءات الحسابية كطرح الرقم الأصغر من الأكبر دائمًا، فـ(٤٢ – ٢٩ = ٢٧) لأن ٩ – ٢ = ٧ و٤ – ٢ = ٢، ومثل جمع البسط مع البسط والمقام مع المقام في الكسور الاعتيادية، وتحدث الأخطاء لعدم ترسيخ التفكير الرياضي المنطقي المصاحب لبناء الأنماط الذهنية للمفاهيم، لذا فإن تكرار التمارين لن يكون مفيدًا دون عرض مسائل لبيان هذه الأخطاء وتعزيز المهارات النقدية الأساسية.
يتميز الأطفال بخاصيتين: الفضول الفطري وتحمل ارتكاب الأخطاء، أما الأكبر سنًا فهم أكثر حساسية تجاه النقد والخطأ، ويمكن بعدة طرق تخفيف حِدة التوتر والخوف من ارتكاب الأخطاء أمام المعلم أو زملاء الصف وليس في الامتحانات. من هذه الطرق: تعليم الطلاب الانتظار قليلًا قبل التلفظ بالإجابة، لكبح جماح الطلبة المتحمسين وتطبيق التحدي المشترك، وتوجيه السؤال لمجموعة يتعاونون في الإجابة معًا، فحينما تكون ثقافة الصف هي أن كل الطلاب مسؤولون عن كل الأسئلة فإنهم يستمرون في التفكير في السؤال ولا يتحرجون من الإجابات الخاطئة، وعندما يخطئ أحد الطلاب فعلى المعلم التدخل بسرعة لتخفيف حرجه، خصوصًا إن كان قليل المشاركة في العادة، كأن يقول “لقد أجبت عن سؤال صعب فمرحـي لك”، أو بمحاولة العثور على جزء صحيح وإعادة صياغة السؤال قبل طرحه على الصف مرة أخرى.
بالنسبة إلى الطلاب الأكبر سنًّا، يمكن توجيه أسئلة مفتوحة عن كيفية حل المسألة بطرق متعددة دون إعطاء ناتج محدد، أو توجيه المسائل التي لها عدة إجابات والتي تنشط كذلك مبدأ التحدي القابل للتحقيق، لأن العثور على إجابة يعني البحث عن إجابات أخرى، ومن ثم لن يقلق الذين يحتاجون إلى وقت أطول للإجابة لأنهم ليسوا آخر من ينتهي من العمل. ينبغي إرشاد الطلاب ليتعلموا من أخطائهم وتبصيرهم بأن الإحباط المصاحب للخطأ يحفِّز الدماغ لإعادة برمجة المعلومات وتصحيح الأوضاع، ومن ثم يهدأ رد الفعل العاطفي لديهم تجاه الأخطاء.
الفكرة من كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
لا تستغني الحياة عن التفكير الرياضي، لأنه يعلمنا التصنيف والاستدلال والتحليل وتنظيم المعلومات وترتيب الأولويات وإدراك الأنماط والعلاقات، وكلها من وظائف التفكير العُليا التي تقودنا إلى الحلول الإبداعية للمشكلات، ولكنّ معظم طلبة المدارس ينفرون من الرياضيات ويشتكون من صعوبتها، ومعدلات الرسوب في الرياضيات أكثر من أي مادة أخرى، كما أظهرت دراسة أمريكية أن ٧٤٪ من الطلاب يرون مادة الرياضيات مُملَّة، وكثيرًا ما يتركون مسارات تعليمية معينة هروبًا من شبح الرياضيات، لذلك تقدم المؤلفة لمعلمي الرياضيات مجموعة من الاستراتيجيات العملية، للاستفادة منها في قلب الموقف السلبي تجاه الرياضيات وجعلها من أمتع المواد وأكثرها إثارة! وكلها مبنية على أبحاث علم الأعصاب الحديث خصوصًا تلك المتعلقة بوظائف قشرة الدماغ الأمامية.
مؤلف كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
جودي ويليس : طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ في ما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين المحلي والدولي.
من مؤلفاتها:
– تعليم الدماغ القراءة.
– Research Based Strategies to Ignite Student Learning
المترجمة: سهام جمال: ترجمت عدة كتب لمكتبة العبيكان منها: “تعليم الدماغ القراءة”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.