قصّة كلّ مُنتَج
قصّة كلّ مُنتَج
إنّ عالم التسويق أصبح يدور بشكلٍ رئيس حولَ المُنتج القادِر على رواية قصّته بشكلٍ واضحٍ، ما يجعل تمييزه في السوق علامةً سهلةً للتذكُّر، ويُستخدمُ الأسلوب القصصيّ Storytelling في التسويق، لأنّ القِصص مؤثّرةٌ في النفوسِ والأسمَاع، حتى لو لم تكُن تحكي عن منتجاتٍ تُجاريّة، وقد ظهر هذا جليًّا في تجربة مستشفى أهل مِصر الجديد لعلاجِ الحُروق بالمجّان، إذ عرضت إعلاناتٍ كرتونيّة لقصص حقيقيّة لأشخاصٍ تعرّضوا لحروقٍ، وقام المشفى بالاستجابة السريعة، وإنقاذ المُصابين وعِلاجهم، وقد حقق الهدف بإثارة الجدل عن طريق القصص، ويُستخدَمُ الأسلوب القصصي في التسويق أيضًا لأنّهُ ينقِل أسلوب الحياة، كما حدث في إعلان “مدينتي” الذي واجه انتقاداتٍ لاذعة بالطبقيّة والعنصريّة
إلّا أنهُ أصاب الشريحة التي أرادها بالفعل وهي الطبقة فوق المُتوسطة التي تسعى لتحسين المكان السكنيّ مع أقرانها، وكذلك انتهجت شركة أبل النهج نفسه، حين قدمت إعلانًا عن فريقٍ من الموظّفين الذين وقع على عاتقهم إنجاز مشروع عملٍ في يومين -وهو في العادة يستغرق أسبوعين- واستعمل الموظّفون أجهزة الشركة التي أظهرت سرعةً وكفاءة في إنجاز العمل، دون حاجة من الشركة إلى الحديث عن الميزات التفصيليّة للأجهزة
فقد نجح الإعلان في ترك الأثر القصصي المرجوّ، وتكمن فاعليّة هذه الاستراتيجيّة في إمكانِ إشراكِ العميل في رحلة تصنيع المُنتج عن طريقِ إعلانٍ يحكي فيه قصّة هذه المراحل، وينطوي استعمال هذه الاستراتيجيّة على عوامِل عدة وهي: الإبداع، والتسلية، وبناء الشخصية المُناسبة التي تُمثّل القصّة، وزرع الفكرة في ذهن الجمهور، واستخدام الفيديو، وجعل العميل يروي قصّته، وكذلك تلعبُ دراسة ثقافة العميل دورًا مهمًّا في نجاح الحملة التسويقيّة كما حدث مع شركة “كيت كات” في اليابان، التي صادف قُرب اسمها من اختصارٍ في اللغة اليابانيّة بمعنى “كُن واثقًا من تحقيق الفوز”، وأضافت الشركة إصدارًا خاصًّا باليابان يمكّنهم من كتابة إهداءٍ على العُلبة
وذلك لانتشار ثقافة الهدايا هناك، تقابل الثقافات هذا جعل البيوت اليابانيّة لا تخلو من هذه الشوكولاتة، وارتفعت أرباح الشركة بشكلٍ كبير، وسار على النهجِ نفسه مُخترع النودِلز في اليابان إثر أزمة الجوع التي عقبت الحرب العالميّة الثانية، ما جعله يسعى لإنتاجِ مُنتجٍ سريعِ التحضير يمكن تناوله في أيّ مكان دون الحاجة إلى استعمال الخُبز، وقد لاقت نجاحًا باهرًا إلى يومنا هذا.
الفكرة من كتاب قصص مُلهمة في التسويق
إن هذا الكِتاب عونٌ لك في تغيير حياةِ مشروعِكَ إلى الأفضَل عن طريق قصصٍ مُلهمة وواقعيّة، عاينت استراتيجيّاتٍ مُختلفة في التسويق، إذ إن للقصص يدًا عُليا في ترسيخ الفكرة في الأذهان، واختصارِ المعنى الحقيقيّ من الفكرة، وكذلك تعملُ على تمثيلٍ واقعيّ للخبراتِ السابقة للمشاريع التجاريّة، التي تُعدّ بمنزلة مرجعٍ في سبيل ضمان النجاح، عن طريق تلافي الأخطاء، والسير حذو عوامِل النجاح.
مؤلف كتاب قصص مُلهمة في التسويق
مُحمّد الباز: مُهندس ورائد أعمال مِصري، حصل على شهادة البكالوريوس عام 1999م، في الهندسة من جامعة المنصورة، ثم حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام 2012م، أطلق مبادرة “إعمل بيزنس” عام 2012م، التي أصبحت نواة أكاديمية إعمل بيزنس عام 2017م، والتي تهدف إلى تقديم النصائح، والاستشارات لأصحاب المشاريع والأعمال، وهو رئيس مجلس الإدارة الحالي لشركة “المؤشر” للبرمجيات، التي هي إحدى شركات بورصة النيل المصري، وله من الكتب “المسار الوظيفي“، و”إتقان فنّ البيع والإقناع“، و”كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا”.