قصور الحكم وأثره في الاضطراب العلمي
قصور الحكم وأثره في الاضطراب العلمي
كانت دولة الخلافة الراشدة تحرص كل الحرص على سلامة المعرفة التي تصل إلى رعاياها، فعرفنا عن علي بن أبي طالب أنه كان يراقب المساجد، ويستمع بنفسه إلى الدروس التي تلقى بها، فنراه قد أمر بطرد القُصاص المتحدثين إلى العامة، وإن ما فعله لا يعدُّ إلا خوفًا على العقيدة ممن يفسدوها، وإلا سيصبح الميدان الديني مرتعًا خصبًا للمشعوذين والخرافين.
وقد كان عمر بن الخطاب يقظًا إلى حد الغيرة على العقيدة والسلوك الإسلامي، يوجه الناس إلى كتاب الله والسنة النبوية، ويوصي أمراء الجيوش بجمع الناس على كتاب الله.
وكانت هناك جهود كثيرة لحماية وسلامة ما يصل إلى جماهير المسلمين، ولكن هذه الجهود تغيرت للأسوأ بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين، واستيلاء خلفاء قاصرين على دفة الحكم كما حدث أيام خلافة العباسيين من الاضطرابات العلمية؛ فعلى سبيل المثال قضية الترجمة وقتها، فقد نقلت إلى لغتنا العربية من تراث الأمم الأخرى كاليونان واستقبلوه بحفاوة جعلتهم ينسون الأصل، وزاحموا تراثنا الإسلامي الأصيل بتراث خفيف الوزن.
وقد كان من الأولى -كما يقول الكاتب- أن يترجموا الإسلام للناس في كل مكان، لا أن يترجموا للمسلمين أفكارًا وخيالات الأمم الأخرى، ويستقبلونها ويعدون سبقهم مفخرة، ونحن لدينا في تراثنا الإسلامي كل السبق والمفخرة.
الفكرة من كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
يتحدث الغزالي في هذا الكتاب عن أسباب تأخر العرب والمسلمين من بعد عصر الخلافة الراشدة حتى عصرنا، حيث يتعقب الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر، يبرزها ويحللها، يعرفنا بما مر علينا من مصاب في ديننا سواء من المنتمين له أو أعداء الدين، فيحيط بالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية له، ويحذرنا من التفريط والغلو وكيف أن تفريطنا في الدين وأساسيات العقيدة وغلو بعض المتعصبين هو ما أوصلنا إلى هذا الضعف والتخلف الحضاري بعد أن كان الإسلام يفتح العالم ويسبقه في كل الميادين.
مؤلف كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
محمد الغزالي (1917 – 1996)، عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدَّ من أبرز المفكرين والدعاة المجددين الذين يحاربون التشدد والغلو في الدين، ولقب بأديب الدعوة.
ألَّف العديد من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي ومحاربة التعصب، والأخلاق والآداب الإسلامية، من أشهرها:
جدد حياتك.
فقه السيرة.
الإسلام والطاقات المعطلة.
الاستعمار أحقاد وأطماع.