قصتك جيدة أم سيئة؟
قصتك جيدة أم سيئة؟
الآن اتفقنا على سرد القصص بدلًا من الحقائق مع وجود مصداقية، لكن وجب التنويه على ضرورة اليقين بأن جمهورنا يريد أن يسمعها، لا بد ألا تكون مثل القصص التي نتلقاها عبر الهاتف، حيث يظهر في منتصف يومك فجأة شخص يُلقي عليك كلمات مكتوبة بنبرة صوت غير متناسقة مع الكلمات، والأدهى عندما يبدأ بقول أشياء لا يمكننا تصديقها.
فالقصص الجيدة لها سمات، منها: أنها لا تعلم الناس أي شيء جديد بل تتفق مع ما يعتقدونه ليشعروا كم هم أذكياء، فما يصدقه الناس حقائق راسخة وإن كانت غير صحيحة وأي محاولة لإثبات عكس ذلك ستبوء بالفشل، ولهذا لا يمكن أن تستهدف الجميع لأن هناك معتقدات مختلفة وتغييرها يحتاج إلى سنين ونحن لا نملك وقتًا.
القصص الجيدة متناسقة لا تناقض نفسها، فالمستهلكون أذكياء وسرعان ما ينتبهون لهذا التناقض، القصص الجيدة تنتشر، ينشرها الجمهور عندما يجد شيئًا مميزًا، وقد ذكر الكاتب شيئًا كهذا في كتابه “البقرة البنفسجية”، فعندما تمر على مزرعة بقر، لن تجد ما هو مثير للانتباه، لكن عند رؤيتك لبقرة بنفسجية وسط القطيع ستندهش وتركض لإخبار أصدقائك عن هذه البقرة.
وقد ذكرنا أن الصناعة في الماضي كانت تهتم بالإنتاج أكثر من البحث عن التميز، لكن في وجود التكنولوجيا أصبحت الصناعة أسهل وانقلبت الأمور تمامًا، أصبحت المنافسة على أشدها، الجميع يتسابقون لابتكار ما هو جديد والمستهلكون يتابعون.
فعلي سبيل المثال تغيرت نظرة العالم فجأة في تقديم السكريات والدقيق المُكرر للأطفال.. فهذه فرصة رائعة! ليأتي Jay Gouliard وفريقه في General Mills ليحولوا منتجات الحبوب إلى حبوب كاملة وينشروا قصة أن الحبوب الكاملة أفضل للأطفال ولآبائهم أيضًا. فإذا أخذ منافس الأسبقية في سرد قصة لا يعني ذلك أننا لن نكون قادرين على التميز، ما سنفعله فقط هو أننا لن نسرد نفس قصته ولن نستهدف نفس جمهوره، فإن كان جمهوره يبحث عن السرعة مثل جمهور شركة الدراجات Campagnolo، فسنكون مثل شركة Trek التي استهدفت فئة كبار السن الذين يبحثون عن الراحة.
الفكرة من كتاب جميع المسوقين كاذبون
ما الذي يخطر ببالك عند ذكر كلمة تسويق؟ إعلانات مدفوعة الأجر، رسائل مزعجة تنهال عليك من كل مكان، مكالمة هاتفية من شركة تعرض عليك خدماتها!
مع التقدم التكنولوجي الذي نشهده يومًا بعد يوم، أصبح التسويق قوة عظمى، وأصبح حصره في الإعلانات يقلل كثيرًا من شأنه، وتوسع مفهومه ليشمل نشر أي فكرة، فإذا كنت تمتلك فكرة تستحق النشر، فأنت بالفعل مسوق، لقد تقدم العالم وأصبح هناك العديد من التقنيات التي تساعدك على الوصول إلى العملاء.
لكن.. هل حددت من عملاؤك؟ كيف ستقنعهم بتَبني فكرتك؟ والأهم من ذلك ما الذي سيجعل العملاء واثقين فيك؟ خصوصًا أن الثقة أصبحت المورد الأكثر ندرة، فالمستهلك لا يرى المسوقين سوى مجموعة من الكاذبين، فهل بالفعل هم كاذبون؟ سوف نعرف هذه الحقيقة من خلال هذا الكتاب.
مؤلف كتاب جميع المسوقين كاذبون
سيث جودين: رائد أعمال ومؤلف أمريكي، وُلِد عام 1960م بمدينة نيويورك، حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي والفلسفة من جامعة تافتس ودرجة الماجستير في التسويق من جامعة ستانفورد.
يُعرف بأنه الثائر والمطور لعلم التسويق، وواحد من أشهر المدونين في مجال إدارة الأعمال والتطوير الشخصي والتسويق، تقلد العديد من المناصب المرموقة، منها:
نائب رئيس تسويق سابق لموقع yahoo الإلكتروني.
مؤسس ومدير تنفيذي لموقع Squidoo الإلكتروني.
مؤسس شركة Yoyodyne للإعلان والتسويق، وهي أول شركة للحملات الترويجية عبر الإنترنت.
ألف عددًا من الكتب، منها:
البقرة البنفسجيّة.
المنحدر: كتاب صغير يعلمك متى تتراجع ومتى تتشبث بموقفك.