قصة العادات
قصة العادات
يغفل الكثير عن عامل مهم جدًّا منه تبدأ قصة تغيير العادات ، ألا وهو التصور والنظرة إلى الذات، نعم نظرتك إلى ذاتك تساعدك على التفكير بإيجابية أو سلبية، ومن ثم يقودك التفكير نحو التحرك والاتجاه للعادات الجيدة أو السيئة، يختار الكاتب ثلاثة أنواع لصورة الذات فيذكرها، وهي الذات المثالية وهي مجموعة القيم العليا التي يضعها المرء أمامه يريد أن يبلغها ويقيس نفسه على أساسها، والنوع الثاني الذات الحالية ومن خلالها يتصرف المرء بحسب نظرته الحالية لنفسه، أما النوع الثالث فهو الرضا عن الذات أو الثقة بالنفس الذي كلما زاد ساعد الإنسان على تحسين أدائه.
وتتمحور قصة العادات حول الذات، فهي تنطلق منها وتؤثر فيها، ويساعد على ذلك عدة عوامل أخرى نجد أنها مرتبطة بالذات أيضًا، مثل استعمال التوكيدات في حديث المرء عن نفسه، فمثلًا لا تقل “أنا لا أحب الوزن الزائد”، أو “أنا أكره السمنة” وعوضًا عن ذلك استبدل بها “الرياضة تحسن من صحتي”، و”أنا أمارس الرياضة بشكل جيد”، فتدخل تلك العبارات إلى نفسك وتبدأ بتوجيهك إيجابيًّا نحو تغيير ما أنت عليه إلى الأفضل، من العوامل أيضًا التخيل، أن ترسم الصورة التي تريد أن تكون عليها في أي أمر تسعى إلى تحقيقه، وهذا العامل قريب من فكرة الذات المثالية، هناك أيضًا ما يُسمى بالبرمجة الذاتية، ويذكر الكاتب أنه تم استعمال هذه الوسيلة من قبل الرياضيين في ألمانيا الشرقية، وساعدتهم على تحقيق المراكز الأولى في الدورات الأولمبية، وتفصيل هذا الأسلوب في أن تجلس في مكان هادئ مسترخيًا، تتخيل نفسك تقوم بما تريد أن تقوم به بأدق تفاصيله، ثم تعيد هذا الأمر عدة مرات كأنك تبرمج نفسك عليه، وأفضل الأوقات لكي تفعل ذلك في الصباح الباكر أو قبل النوم مباشرة كما يقترح الكاتب، هناك أيضًا عامل الإيحاء من خلال الاستماع وقراءة ومخالطة من يساعدونك على تغيير عاداتك وتحقيق أهدافك، فنحن نتأثر من خلال الاستماع إلى برامج الأخبار أو مايبث في الإذاعة ومن خلال ما نقرأ أيضًا ومن نخالط من أصدقائنا، باختصار.. كلما هيأت البيئة حولك لتكون مساعدة لك على تحقيق ما تطمح إليه زاد ذلك من فرصة نجاحك فيه.
الفكرة من كتاب فن التفوق والنجاح
خُلق الإنسان مريدًا وراغبًا وساعيًا، إلى الخير أو الشر لا يهم هذا الآن، المهم أن تفهم أن في أصل تكوينك إرادة ورغبة.. تريد الطعام، تريد الشراب، تريد النوم، تريد الراحة، تريد اللعب، تريد مالًا، تريد زوجة وأبناء.. وهكذا، لذا لا تصدق من يقول لك أنا لا أريد أن أفعل شيئًا ولا أحقق شيئًا، لأنه في حقيقة حياته يفعل ذلك، اختلاف مسميات فقط، تلك احتياجات تنطلق من إرادات تتبعها أفعال، والنجاحات الأخرى الُمتعارف عليها من نجاح دراسي أو نجاح مادي أيضًا تنطلق من إرادات وتتبعها أفعال، لذا تجد فصولًا في الكتب التي تتحدث عن النجاح وتحقيق الأهداف تحت مسمى النجاح في اكتساب العلاقات، والنجاح مع الأسرة أو الزوجة والأبناء وهكذا، لذا فالمفهوم واسع.. إرادة وحركة، أما النتائج فذلك موضوع آخر لا يحب الكثير منا التطرق إليه، لأنه يشمل احتمالات والاحتمالات لا يحبذها الكثير، أم أقول لك إننا نسعى نحو الكمال الإنساني! تعال نتجول معًا بين ثنايا هذا الكتاب البسيط لنفهم أكثر.
مؤلف كتاب فن التفوق والنجاح
أحمد البراء الأميري، وُلدَ في 7 أغسطس 1944 في لبنان، وفي عام 1967 حصل على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وليسانس الشريعة عام 1972، كما حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1982.
درّسَ اللغة الإنجليزية في سوريا والسعودية، وعمل في الترجمة لمدة ثلاث سنوات، كما درّسَ اللغة العربية لغير الناطقين بها لمدة عشر سنوات، ويُدرِّس الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، وأما عن التأليف فقد نُشرت العديد من مقالاته وقصصه المترجمة وقصائده في المجلات والصحف العربية مثل: الفيصل والمجلة العربية والمسلمون والبلاغ والمجتمع وأهلًا وسهلًا، كما شارك في عدد من المؤتمرات الأدبية والإسلامية، ومن مؤلفاته:
اللياقات الست: دروس في فن الحياة.
أيها الأصدقاء تعالوا نختلف.
أريد أن أعيش أكثر من حياة.