قصة البِتَّات
قصة البِتَّات
تختزل كل شيء في رقمين (0، 1)، تُحمَّل على أقراص للذاكرة لتجوب العالم كله، فتكشف مثلًا عن فضيحة جنسية لحاكم نيويورك إليوت سبيتزر وتجبره على الاستقالة.
أصبحنا نكشف عن هُويتنا لمن لا نعرفه نظير خدمة، وتمنحنا شركات المحمول مكالمات هاتفية مقابل إعلانات لا نرغب فيها، ويمكن تخزين ملايين الكتب على قرص، وتزداد سعة التخزين كل يوم، فيمكن استيعاب كل كلمة ينطقها بشر على وجه الأرض، وقد يُخبرونك في مقابلة عمل بمخالفة مرورية فعلتَها قبل عشر سنوات، إنها البتات، وهكذا غيرت وجه العالم، فما قصة البتات؟
كل البيانات المخزنة على جهازك ليست إلا بِتات منظومة غير منظورة، وهذه هي اللغة التي يفهمها، فالصورة التي ترسلها إلى صديقك عبر البريد الإلكتروني تبقى مطابقة للأصل ما دامت قد انتقلت انتقالًا تامًّا، لأن الشبكات لا تمرر البتات إلا بعد التحقق منها وتصحيح أي أخطاء بها، وما ترسله إلى غيرك لا ينقص مما عندك شيئًا. تتضاعف سرعة التخزين كل عامين حسب قانون مور، ومنذ ٢٠٠١ تمكنت الشرائح الجديدة من معالجة أكثر من عملية في ذات الوقت، وتستطيع معالجة تريليون عملية في الثانية الواحدة وصارت أرخص وأقل حجمًا. ورغم السعة الهائلة لأقراص التخزين فإن كل معلومة غير رقمية تكون عُرضة للضياع، وكل واقعة لا تُسجل رقميًّا قد لا يمكن العثور عليها. بَيْدَ أن سهولة تخزين البيانات تعني طلب المزيد باستمرار، فسجل الولادة الإلكتروني ربما يطلب من الأم عدد مرات التدخين خلال الحمل وهل أُصيبت في أثنائه بالهربس التناسلي أم لا؟ وكل معلومة تخرج من جهازك يستحيل حذفها ما لم تكن هناك سياسة للتخلص منها. وسرعة تحرك البيانات مذهلة، فنتيجة الفحص بالأشعة السينية قد يشاهدها طبيب في نصف العالم الآخر قبل أن تنتقل بين طوابق المستشفى الذي أُجري به الفحص.
إنَّ مصطلحات “الفضاء الإلكتروني” و”القرية الواحدة” أنشأت تصورات خاطئة، فما زالت الحدود بين الدول تفرض نفسها، ويتخوف الناشر الإلكتروني من اختلاف سياسات النشر ومقدار حرية التعبير بين الدول، كما يختلف تعريف تهمة التشهير بينها، فالولايات المتحدة تلزم المدعي بإثبات التهمة لكن القانون البريطاني يطالب المتهم بإثبات براءته.
الفكرة من كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
قبل زمن يسير، كان الوصول إلى معلومة واحدة قد يتطلب قضاء ساعات بين الكتب، أو سؤال عديدٍ من الأشخاص. واليوم، يمكن بضغطة زِر الحصولُ على آلاف المعلومات دون أي تكاليف، ولا شك أن الانفجار الرقمي أحدَثَ تغيّرات هائلة في العالم، وجَعلَ حياتنا أيسر، ولكن تمخضت -في المقابل- مشكلات عويصة لانتشار البيانات وإتاحتها للجميع. فمَن الصيَّاد الذي يوجّه شبكة الإنترنت؟ ومن الأسماك التي تقع في فخاخها تحت تأثير بريق المعلومات المتاحة بالمجان؟! ربما تجد الإجابة في هذا الكتاب وربما يزيدها تعقيدًا، لكنك ستندهش من الوصف الرائع لمظاهر الانفجار الرقمي، الإيجابية منها والسلبية، التي لن تتمكن من الحكم عليها بالإيجاب أو السلب.
مؤلف كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
– هال أبلسون: أستاذ العلوم وهندسة الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزميل جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. أسهم في قيادة مبادرات مبتكَرة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل مبادرة «OpenCourseWare» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما شارك في تأسيس منظمة المشاع الإبداعي وجمعية المعرفة العامة.
من مؤلفاته:
App Inventor: create your own android apps.
– هاري لويس : العميد السابق لجامعة هارفارد، وزميل مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع، ويشغل كرسي أستاذية جوردون مكاي لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد.
من مؤلفاته:
Excellence without a soul: Does liberal education have a future?
– كين ليدين : رئيس مجلس إدارة مؤسسة “نيفو تكنولوجيز” والرئيس التنفيذي لها، كما كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من شركات التكنولوجيا.
– المترجم أشرف عامر: ألف “أسرار عالم الترجمة”، وترجم كتبًا منها: “الكوارث العالمية.. مقدمة قصيرة جدًا”.