قريب الروح
قريب الروح
كثيرة تلك الأمور التافهة التي نخسر لأجلها أحب الناس! الكل يعلم أن علاقة الصداقة علاقة معقدة بعض الشيء، فعلى قدر ما فيها من القوة وما لها من جذور ضاربة في القلب (في حال الصداقة الحقيقية) على قدر ما يمكن أن ينهدم ذلك البنيان وتُقتلع تلك الجذور في لحظة وبأبسط المواقف، ولذا فإن التعامل معها يشبه الإمساك بقوة بكتاب مع تقليب صفحاته برفق.
ونماذج الصداقات المتينة الممتدة عديدة تجدها حولك وتجدها فيمن سبقك، ومع شيء من الملاحظة سوف تستنتج أن أرقى تلك العلاقات ما نشأ في الله ولله سبحانه، فهذه صداقة أبو بكر وعمر صداقة من نوع خاص، وصداقة ابن القيم وابن تيمية نموذج على صداقة تلميذ بأستاذه، وصداقة الشافعي وأحمد وصداقة المهاجرين والأنصار ونحوها كثير.
إن الصداقة تصبغ روح أصحابها بعضهم ببعض، مصداقًا لقوله (صلى الله عليه وسلم): “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”، إلا أنه ومن المشاهد أيضًا أن الحياة قد لا تسمح لك بأكثر من صديق حقيقي يحتل مكانة خاصة في قلبك لا تضاهيها مكانة، وإن حدث واتسعت لاثنين ستجد أحدهما يسطو على مكانة الآخر في قلبك، ومن ذلك تجد أن القرآن أيضًا يأتي بمفردة الصديق بصيغة الإفراد كأنه يشير إلى ندرة تعدُّدهم في حياة الإنسان فيقول (تبارك وتعالى): ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾، ويقول الشاعر:
فإذا صفا لك من زمانك واحدٌ فهو المراد فعِشْ لِذاكَ الواحد
الفكرة من كتاب سوار أمي
مجموعة من الموضوعات الحياتية المتنوعة يرويها الكاتب من زاويته الخاصة ومن تجاربه الفريدة ليصوغ منها حكمًا ومواعظ رقيقة تدلف إلى القلب شيئًا فشيئًا حتى تستقر فيه، فليست تشبه تلك المواعظ الجامدة التي لا روح فيها، وإنما هي مصبوغة بصبغة الناصح الأمين والواعظ الصادق.
مؤلف كتاب سوار أمي
علي بن يحيى بن جابر الفيفي، كاتب، حصل على بكالوريوس في تخصص الدعوة، إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصص الدعوة والاحتساب.
ومن مؤلفاته:
لأنك الله.
يوسفيات.
الرجل النبيل.