قراءة الآخرين مهارة
قراءة الآخرين مهارة
ولأن المهارة هي معنى الإنجاز الدقيق والمتمرِّس بسرعة وتحديد، تطلَّب ذلك بطبيعة الحال قدرًا من التراكم المعرفي والتجربة والثقة في النفس والحدس.
ومهارة قراءة الآخرين كذلك هي رحلة طويلة تتشكَّل فيها سمات شخصية معينة تجعل من أصحاب هذه المواصفات قادرين على قراءة من أمامهم بأكثر وثوقية وأريحية؛ ومن بين أبرز الصفات التي يتميَّز بها قارئ الناس الماهر أنه لا يخجل من أخطائه ما دام يعتبرها فرصته للتصحيح والتعلم، فهو يتعلم من أخطاء الماضي ويحاول تجنُّبها قدر المستطاع في المستقبل، إلى جانب ما يتحلَّى به من شجاعة في الإفصاح عن مشاعره مهما كانت مؤقَّتة أو عابرة؛ حيث لا يوجد إحساس غير مهم عنده، كما أن وعيه متنبِّه على الدوام لكل ما يجول حوله، فهو على أهبة الاستعداد للملاحظة والرصد لأنه يعلم جيدًا أنه منتصر في النهاية، وأن كل مشاعره هذه مهما كانت لها مبرراتها ومسوغاتها، وهذا ما يجعله يهتم بأدق التفاصيل فهي تعني له الكثير في فهم الآخر واتخاذ الموقف الصحيح منه، إلى جانب الذاكرة الجيدة والقرارات الصائبة لأنه يأخذ المخاطر بعين الحسبان، وهذا ما يجعل مشاريعه ناجحة وعلاقاته أكثر لطفًا وسكينة، بسبب قدرته على الإفصاح وحسِّه العالي بالآخر.
كل هذا مجتمع فيه إلى جوار ما تبعثه طمأنينة المعرفة في أعماقه من قوة؛ قوة في إصدار الحكم واتخاذ الإجراء المناسب الحاسم والإقبال على الشخص المستحق وإبعاد غير الكفء، والقوة في التفريق بين الناس كاذبهم من صادقهم والتميز بين المخلص والمخادع لأن المعرفة تهب البصيرة الوعي المطلوب والقلب الشجاعة الكافية.
الفكرة من كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
قد لا ينتبه أغلبنا في محادثاتنا اليومية للرسائل المختبئة خلف نبرات الصوت أو في حركة الجسد أو نظرة العين، في الوقت الذي تعتبر فيه خصائص الصوت دلالة من دلالات السلامة العقلية والنفسية، ومقياسًا من مقاييس فهم الحالة المزاجية للشخص المقابل، حتى أن علماء الأنثروبولوجي قدَّموا أبحاثًا في هذا الصدد لفهم ما يظهر على وجه الإنسان من تعبيرات بغية تحسين التواصل أو قراءة الحالة أو حتى التبيُّن من صدق الشخص أو كذبه، إذ تعدُّ لغة الجسد لغة حقيقية قائمة بذاتها، وكل ما نشعر به حيال الناس في اللقاءات الأولى من مشاعر ارتياح أو حب أو نفور له جانب قوي متعلِّق بلغة الجسد؛ فالقوة التي تعطينا إياها قراءات الأجساد والوجوه من شأنها أن تسهِّل علينا عملية التواصل الصحي مع الآخرين، وأخذ الحيطة والحذر في حالة أخبرنا الحسد بذلك.
مؤلف كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
ليليان جلاس: من مواليد ميامي في الولايات المتحدة، وهي صحفية وطبيبة أمريكية، درست في جامعة منيسوتا، وخبيرة في الاتصال بين الأشخاص ولغة الجسم، ومعلِّقة إعلامية، ومستشارة في الدعاوى القضائية، وهي أيضًا مخرجة ومنتجة أفلام، وهي ابنة الناجي من المحرقة روزالي جلاس.
ولديها عدد من المؤلفات منها: “لغة جسد الكاذبين”، و”هو يقول هي تقول”.