قراءةُ الأفكارِ، وتحريكُ الأشياءِ عن بعدٍ قد يحدثانِ قريبًا
قراءةُ الأفكارِ، وتحريكُ الأشياءِ عن بعدٍ قد يحدثانِ قريبًا
من لا يريد قراءةَ أفكارِ الأخرين؟ العلماءُ أفنوا قرنًا من الزمانِ بحثًا عن حلٍ فيزيائيٍّ لهذا اللغز، لكن رغم التقُّدمِ التكنولوجي الكبير، لا يوجدُ دليلٌ دامغٌ على إمكانيةِ تحقيقِ ذلك وقراءةِ الأفكار، فهناك عقبةٌ ضَعفِ إشاراتِ المخ، التي لا يمكنُ حلُّها بتركيبِ هوائيٍّ عليه، كما يحدثُ في الحالاتِ المشابهة.
نعم، التصويرُ بالرنينِ المغناطيسيِّ يساعدُ العلماءَ في التعرُّفِ على أنماطِ الإشاراتِ المخِّية، ولكن رغمَ قدرةِ التصويرِ بالرنينِ المغناطيسيّ على قراءةِ المجالاتِ المغناطيسيةِ المنخفضة، فهي بعيدةٌ كلَّ البعدِ عن ترجمةِ الأفكارِ البشرية، كما أنَّهُ لا يمكنُ وضعُ خرائطَ عصبيةٍ لمئاتِ الملايينِ من الخلايا العصبيةِ في المخِّ حتى الآن.
أما نقلُ الأشياءِ عن بُعدٍ باستخدامِ القدراتِ العقلية، فأقربُ ما أنجزناهُ هو تعديلُ نتائجِ العملياتِ البيولوجيَّةِ، بواسِطَةِ الاتصالِ بحاسوبٍ يستقبلُ انتقالَ الموجاتِ المخّيّة، ويمكنُنَا بتلكَ الطريقةِ صناعةٌ شرائحَ نقومُ بزراعَتِهَا في المخِّ؛ لقراءةِ وترجمةِ الموجاتِ والإشارات، هذه التقنيَّةُ مكَّنتِ المصابين بالشلل من التحكُّمِ في الأشياء، وإجراءِ مهامٍ معقدةٍ مثلِ ألعابِ الفيديو.
الفكرة من كتاب فيزياءُ المستحيل
هل تعلمُ أنَّ “جولز فارن”، مؤلفُ قصصِ الخيالِ العلميِّ في القرنِ التاسعَ عشر، ابتكرَ أفكارَ صناعةِ أجهزةٍ مثل “الفاكس” و”شبكةٍ عالميةٍ للتواصل بيننا” و” صواريخَ تنطلق إلى الفضاء”؟
نحنُ نظنُّ أنَّ هذهِ الأفكارَ تقليديةٌ اليوم، ولكن في عصرِ “فارن” كان الأمرُ مختلفًا؛ فقد سَخِرَ منه علماءُ الفيزياءِ الكبارِ؛ لأنهم ظنّوا أنَّ أفكارَهُ مستحيلةُ التطبيقِ.
هل تظنُّ أن التكنولوجيا في قصصِ وأفلامِ الخيالِ العلميِّ الحاليّةِ غيرُ واقعية؟ كتابُ “فيزياءُ المستحيلِ” الصادر عامَ ألفين وثمانية (2008) لكاتِبِه ” ميتشيو كاكو” سيجعلُكَ ترى الخيالَ العلميَّ يتحولُ إلى حقيقة.
مؤلف كتاب فيزياءُ المستحيل
ميتشيو كاكو، فيزيائيٌّ معروفٌ ومتقلدٌ لمنصبِ رئيسِ قسمِ الفيزياءِ النظريةِ في جامعةِ مدينةِ نيويورك، قامَ بتقديمِ سلسلةِ الحلقاتِ الشهيرةِ “الوقتِ وأحلامِ المستقبل” على قناةِ البي بي سي، وله العديدُ من الكتبِ؛ منها كتابُه الأكثرُ مبيعًا “الفضاءُ الفائقُ والعوالمُ الموازية”