قدرات المراهقين على التعلم
قدرات المراهقين على التعلم
تمتاز أدمغة المراهقين والأطفال بأنها تتطور بسهولة وبسرعة أكبر من أدمغة البالغين، ولذا فهم يتعلمون بشكل أسرع، كما أن التعلم المبكر ينتج تغيرات مرنة في بنية الدماغ، ولعلك تتساءل كيف يحدث التعلم؟ يعمل الدماغ لدى المراهقين والبالغين بنفس الطريقة، فيستقبل المعلومات من الحواس، لتنتقل تلك المعلومات عبر شبكة من العصبونات، وتُخزن مؤقتًا في الذاكرة القصيرة المدى، ولأن الذاكرة القصيرة المدى سريعة الزوال تتم معالجة المعلومات بها سريعًا، ثم تتم مقارنتها بالذكريات الموجودة السابقة، وفي حال تكرارها يتم التخلص منها، وإن كانت معلومات جديدة تُخزن في الذاكرة الطويلة المدى، والدماغ مبرمج للاهتمام باكتساب المعلومات الجديدة، وكلما تكررت المعلومات أصبحت العصبونات أقوى، وتعزّزت المعرفة.
تتطور المادة الرمادية والمادة البيضاء، على نحو مختلف خلال مراحل الحياة، فتكون لدى المراهقين وفرة في إنتاج المادة الرمادية التي تعمل على تكوين مشابكات أكثر داخل عقولهم، وتلك المشابكات هي ما تمنح المراهقين سهولة وسرعة في التعلم، فيكون من السهل عليهم اختزان الذكريات، واستمرارها لفترة أطول إن تم اكتسابها في مرحلة المراهقة، ولذا تعد مرحلة المراهقة مرحلة مصيرية بخصوص التعلم ينبغي استغلالها على النحو الأمثل، ويحتاج المراهقون إلى إدراك أن فترة المراهقة هي السن الذهبية لأدمغتهم، وهنا يأتي دور أولياء الأمور والمعلمين، فيجب عليهم أن يعلموا أنه بالرغم من أن أدمغة المراهقين في قمة عطائها التعليمي، فإنها غير فعالة في كثير من الأمور الأخرى مثل الانتباه وإتمام المهمات، والعواطف، لذا حاول توعية ابنك على عدم القيام بكثير من المهام في وقتٍ واحد.
كما يفضل أن يحاول أولياء الأمور ألا يُربكوا المراهق بكثرة التعليمات، بل يكتفوا بمجرد تشجيعهم على التوقف والتفكير في ما يحتاجون إلى فعله، وهذا التشجيع يساعد على زيادة تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن أداء المهام المتعددة وتقويتها ببطء، وكن واضحًا بخصوص كل أمر تطلب منه فعله، فحدد وقت جلوسه على الهاتف، وكن أكثر اطلاعًا على الإغراءات التي تؤثر فيه، ولكي تتعامل مع ثورات ابنك العاطفية غير المتوقعة، حاول الحفاظ على هدوئك، وتعامل معه دون عصبية، وحينها سيحاول التعامل معك بنفس أسلوبك.
الفكرة من كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
هناك العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي تُنسج حول المراهقين، فمن منا لم يسمع عبارات من قبيل أن المراهقين مندفعون وعاطفيون؟ أو أنهم متمردون ولا يرغبون بأن تكون لأحد سلطة عليهم؟ ولكن كل هذا خطأ، فدماغ المراهقين يمر بمرحلة خاصة من التطور؛ نحن فقط لم ندرسها بشكل موسع.
وهذا الكتاب جاء ليقدم الصورة الواضحة عن المراهقين، وطريقة عمل أدمغتهم، فهم ليسوا مخلوقات فضائية صعبة الفهم، بل فقط أدمغتهم لم يكتمل نموها بعد، وسيكون هذا الكتاب دليلك للتعرف على المراهقين، ومعرفة آلية عمل أدمغتهم، وكيفية تفكيرهم في الأمور، وكيف أثر فيهم الغزو الرقمي، وكيف تؤثر فيهم المخدرات، كما ستشرح الكاتبة كيف تتعامل مع ابنك في مرحلة مراهقته، وبنهاية قراءتك للكتاب ستكون مدركًا لحدود المراهقين، وستعرف ما بوسعك فعله لتقدم لهم الدعم والنصح والإرشاد.
مؤلف كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
فرنسيس جينسين : كاتبة، وطبيبة، وعالمة أعصاب، وخبيرة دولية معروفة في تنمية الدماغ وبخاصة لدى المراهقين، وهي أستاذة ورئيسة قسم علم الأعصاب في كلية الطب “بجامعة بنسلفانيا”، وأجرت العديد من الأبحاث والدراسات حول طريقة نمو الدماغ من فترة ما بعد الولادة وحتى البلوغ، كما تقلدت العديد من المناصب مثل: “أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومديرة قسم علم حركة الأعصاب، ومديرة بحوث الصرع في مستشفى بوسطن للأطفال”، وقدمت العديد من المحاضرات حول الدماغ على نطاق واسع؛ مستفيدة من خبراتها العلمية والأسرية لكونها أمًّا لولدين، وكتاب دماغ المراهقين هو الكتاب الوحيد من أعمالها الذي تم نشره، وقد نال شهرة واسعة.
آمي إليس نات : كاتبة في مجال الصحة والعلوم في “صحيفة واشنطن بوست”، وفازت بجائزة “بوليتزر | Pulitzer” لعام 2011 عن سلسلة كتبها “حطام السيدة ماري | The “Wreck of the Lady Mary، وتخرجت في كلية سميث بشهادة البكالوريوس في الفلسفة واللغة الإنجليزية، وتحمل أيضًا شهادتي ماجستير من معهد ماساتشوستس في الفلسفة، وجامعة كولومبيا في الصحافة.
ومن أبرز أعمالها :
Shadows Bright as Glass
Brain Hacking.
معلومات عن المترجم :
معن الكشك: مترجم لدى الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجم العديد من الروايات “للكاتب جو نيسبو”، منها: “رجل الثلج”، و”الشبح”، و”الشرطة”.