قبل أن تُلقي الشبهة
قبل أن تُلقي الشبهة
يتأفَّف الكثيرون من ذكر قضايا المرأة وذلك لكثرة الكلام فيها، وبلا شك فلهم بعض الحق في ذلك، ولكن لا بد أن يعلم هؤلاء جيدًا أن هناك جهة مُقابلة توجِّه قوتها الكاملة إلى تغيير نظرة المرأة المُسلمة إلى نفسها، وبالفعل تأثَّرت فتيات كثيرات بشعارات التيارات النسوية أو الإلحادية، ولو علمت حقيقة ما قدَّمه دينها لها لأدركت الحيل التي يتم استخدامها للتلاعب بعقول الفتيات.
ففي القرآن الكريم نجد قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾، فكان الإسلام هو النقلة النوعية لمكانة المرأة في تاريخ البشرية جمعاء، وذلك لأنه تعامل مع المرأة بكل عدل وتكريم، وقد يستغل كثيرون النصوص الدينية ليوهموا الناس أن الإسلام اضطهد المرأة، في حين يشيدون بأوروبا وتاريخها الذي كان فيه الرجل يسحب امرأته من عنقها ليبيعها في السوق!
فمثلًا نجد البعض يقول إن الإسلام ظلم المرأة في ميراثها، ويذكرون قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾، ولو أنهم أكملوا الآية لوجدوا قوله تعالى: ﴿وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ﴾، فلماذا لم يستوقفهم تساوي نصيب الأم والأب بالسُّدس؟ ولو أنهم مدُّوا بصرهم وتريَّثوا في حكمهم لأدركوا أن ما قرَّره الإسلام في الأبناء بسبب أن الأبناء الذكور عليهم نفقة واجبة مثل المهر والنفقة على الأسرة، بينما الفتاة فإنه لا يجب عليها أي نفقة، وهذا هو عين العدل.
وكثير من الشبهات التي تُلقَى حول الإسلام لم يتوقف أصحابها قليلًا ليفكِّروا في صحَّة دعواهم، وعلى العكس فهناك كثير من الأمور الخفيَّة في الفلسفة الغربية والوسط الإلحادي شديدة الكارثية في حق المرأة، وقلَّما نجد من ينطق بالحقيقة، فما أسهل إلقاء الشبهات، لكن ما أصعب إدراك الحقائق!
الفكرة من كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
حينما يرفع الغرب شعار “حقوق المرأة” فما الذي يُريده تحديدًا بمقولته تلك؟ وما الحقوق التي يقصدها؟ بل قبل ذلك من تكون المرأة في الفلسفة الغربية؟ وهل يعد كل ما تسعى له النسويَّات في حقيقة الأمر منافيًا الفلسفة التي ينطلقن منها؟ أم أن كل شيء يبدو في ظاهره جيدًا فإنه في حقيقة أمره جيدٌ أيضًا؟
في هذا الكتاب أمامنا أربع مقالات ذات موضوعات مختلفة مُتعلقة بقضايا المرأة والنسوية، يتضح خلالها الجوانب المسكوت عنها فيما يخصُّ المرأة في الفلسفة الغربية والمجتمعات الإلحادية.
مؤلف كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جيري بيرغمان: أستاذ في البيولوجيا والكيمياء والفيزياء في جامعة ولاية نورث ويست، نال ست درجات جامعية، وله عدد من المؤلفات والأوراق العلمية التي تُرجِمَت إلى لغات مختلفة.
روبيكا واطسن: مُدوِّنة وناشطة أمريكية، تابعة للتيار الشكوكي الإلحادي والتيار النسوي.
كاتي آنجل هارت: كاتبة ملحدة لها عدد من المقالات على موقع salon.com
آنا بيثرك: صحفية حُرة في مجال الصحة والعلوم.