قبعة العواطف
قبعة العواطف
أما القبعة الحمراء فهي عكس البيضاء تمامًا، قبعة تعتمد على العواطف والحدس والاحتمالات، وتبتعد كل البعد عن المنطق والتفكير العقلاني الحيادي، بل هي قبعة انحيازية، قد تقابل أحدهم لأول مرة وتحبه ولا تعرف ما السبب، وشخص آخر لم يؤذِك في شيء لكنك لا ترتاح له، وكأن قلبك وحدسك يخبرانك ألا تتعامل معه، في هذه الحالة يكون المفكر رد فعل فقط، يشعر دون مبررات.
هناك ادعاءات كبيرة بأن المرأة لا يمكن أن تكون مفكرة لأنها تغلب عليها العاطفة لكن الحقيقة هي أن كل القرارات في النهاية يجب أن تكون عاطفية، فهي التي تلبي الاحتياجات، مع التركيز على أن قبعة التفكير تتيح لنا فرز المشاعر والتعامل معها قبل أن نأخذها وكأنها حقيقة، فإذا سخر منك شخص فأنت فورًا تجعل كل تفكيرك ومشاعرك غاضبة منه، أما إذا ارتديت قبعة التفكير الحمراء فستجعلك أكثر تمهلًا في إصدار الأحكام.
لكنها في نفس الوقت تعطي المشروعية أو الأحقية للمشاعر في الظهور، فقد تكون رافضًا وجود شخص ما لأنك تغار منه، وقبعة التفكير الحمراء بالطبع لن تخبر الناس بكلمة الغيرة، ولكنها على الأقل ستخبرهم بكل صراحة أن سبب رفضك لفلان هو سبب عاطفي وشعوري فقط.
وقد ترتبط العواطف بالحدس الناتج عن الخبرات، فمن الممكن أن يكون صحيحًا ويكون سببًا للإبداع في بعض الأحيان، إذن فالفرق بين القبعتين الحمراء والبيضاء، أن البيضاء للحقائق فقط، أما الحمراء فللآراء والحدس والمشاعر وتسمح للشخص بالحديث عن مشاعره في وقت معين ثم عندما تدخل المعلومات الصحيحة يمكن تغير الشعور، فمثلًا قد تتخيل أن شخصًا ما يحمل مشاعر كره تجاهك ولكنك لو جلست معه ستجد أنه يحبك! فهذا سيغيِّر مشاعرك تجاهه.
الفكرة من كتاب قبعات التفكير الست
الإنسان رغم محدودية إمكانياته وضعفه وعجزه، ورغم أنه صغير جدًّا في هذا الكون، فهو يعيش في بيت في بلد هي جزء من قارة هي كذلك جزء من الأرض التي هي جزء من نظام شمسي كبير من مجرة أكبر من عدة مجرات، فالإنسان كائن ضئيل جدًّا، ورغم إدراكنا لحجمنا فالعالم كله مُسخَّر للبشرية لنتعظ منها ونعي قدرة العالم، ورغم أننا جرمٌ صغير فإن العالم الأكبر قد انطوى بداخلنا، وهذا من بديع قدرة الله.
وحتى نستطيع التعامل الصحيح في الحياة يجب أن نفهم الناس ونجاريهم كي نقلِّل من حجم المشاكل التي من الممكن أن نتعرَّض لها “دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر” مثلما قال علي بن أبي طالب.
والمقصود من هذه الجملة أن “الأنا” التي بداخلنا هي أصل الشرور والداء، وإن هذَّبناها أصبحت هي الدواء.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة لفهم النفس وطرق التفكير والانفعالات وكيفية التحكم في الأفكار والمشاعر.
مؤلف كتاب قبعات التفكير الست
إدوارد دي بونو Edward de Bono طبيب وعالم نفس، ولد في 19 من مايو 1933، في جزيرة مالطا، التي حصل منها على درجة الطب بعد تخرُّجه في كلية سانت إدوارد، ثم حصل على منحة من جامعة أكسفورد ليتميَّز في علم النفس، ثم يحصل على دكتوراه في الفلسفة، وبعدها درس في جامعة كامبردج ولندن وهارفارد، وأسس مركز أمانة الأبحاث الاستعرافية CORT التي استمرت في وضع المناهج التعليمية وتطويرها بناءً على أفكاره.
له 75 كتابًا، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وصلت إلى 37 لغة، منها: “كيف تملك عقلًا رائعًا”، و”أريد أن أكون ملك أستراليا”، و”دين جديد”، و”كيف نفكر أفكارًا مبدعة”، و”مناهج دي بونو في التفكير”.. وغيرها.