قائمة الأكاذيب الدولية
قائمة الأكاذيب الدولية
في ضوء السياسة الدولية يستطيع القادة أن يختلقوا سبعة أنواع من الأكاذيب، ولكل نوع غرض محدد، وأحيانًا يؤدي نوع واحد أغراضًا كثيرة، فتوجَه الأكاذيب بين الدول إلى دول أخرى بهدف تحقيق تفوق استراتيجي، واختفاء تحسُّن وضعها، وعادة يوجه هذا النوع من الأكاذيب للدول المنافسة.
ويظهر أسلوب إثارة الذعر عندما يكذب قائد ما على شعبه بخصوص قضية سياسية خارجية تهدِّد البلد، معتقدًا عدم اكتراث شعبه لهذا التهديد كي يدفع الشعب للجدية وتقديم التضحيات، فلا يلجأ القادة هنا إلى إثارة الذعر لأنهم أشرار أو لتحقيق مكاسب شخصية، ولكن لتحقيق المصلحة الوطنية.
وهناك أيضًا ما يسمى بالتغطيات الاستراتيجية وهي أكاذيب تهدف إلى إخفاء سياسات فاشلة أو مثيرة للجدل عن الشعب أو عن دول أخرى، ولا تطلق الدولة هذه الأكاذيب لحماية الفاشلين في أعمالهم أو لإخفاء سياسات غبية، بل لحماية الدول من الأذى مثل الكذب عن ضعف قدرات الجيش في حالة الحرب للحفاظ على تماسك وتضامن الجبهة الداخلية.
وأما صناعة الأساطير القديمة فهي عندما يصدر القادة أكاذيب بشكل أساسي لشعبهم حول ماضي دولتهم، فيروون دائمًا أنهم على حق عن طريق إنكار أن دولتهم قد اقترفت ما اقترفته حقًّا، أو الادعاء بقيام أشياء لم يقوموا بها من الأساس؛ وهذا مهم في بناء الدولة القومية والمحافظة عليها، وتشجيع الدولة على القتال في الحروب لأجل وطنهم.
والأكاذيب الليبرالية تغطي على سلوك يتناقض مع منظومة المبادئ المتعارف عليها عالميًّا وتمثِّل العمود الفقري للقانون الدولي، فجميع نظم السياسة بما في ذلك الأنظمة الليبرالية تتصرَّف بوحشية تجاه دول أخرى، أو تتحالف مع دول ممارستها سيئة، وبعد ذلك يختلق القادة قصة يروونها لشعوبهم أو للعالم للتمويه على تصرفاتهم غير المتسقة بأسلوب بلاغي مثالي.
الفكرة من كتاب لماذا يكذب القادة؟
يتحدث الكاتب عما أسماه “الكذب الاستراتيجي”، أو “النبيل” الذي يستخدمه القادة لتحقيق مصالح الشعب أو الوطن، لا المصالح الشخصية، ويرى أن الكذب نوعٌ من الخداع بالإضافة إلى الإخفاء والتلفيق، ويدرس أنواع الكذب الاستراتيجي، أهدافها ودوافعها وأشكالها، ومتى تزداد ومتى تقل، وأهمها إثارة المخاوف والتعمية أو التغطية الاستراتيجية وصناعة الأساطير.
مؤلف كتاب كتاب لماذا يكذب القادة؟
جون ميرشايمر John J. Mearsheimer: أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، تخرَّج عام 1970، وحصل على الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وقد داوم في كلية الخريجين بجامعة كورنيل عام 1975 وحاز شهادة الدكتوراه عام 1980.
له مؤلفات كثيرة عن القضايا الأمنية والسياسة الدولية بوجه عام، ومنها:
ليدل هارت ووطأة التاريخ.
مأساة سياسة القوى العظمى.
العائق النووي والأخلاق الاستراتيجية.