فِرق الأداء
فِرق الأداء
عند التفكير في الأداء يعتقد البعض أنه تعبير عن شخصية المؤدِّي، لكن هذه نظرة قاصرة، لأنها تحجب كثيرًا من الفروق المهمة في وظيفة الأداء بالنسبة إلى التفاعل ككل، فالأداء هو تعبير عن خصائص المهمة التي تؤدَّى، وليس عن سمات الفرد المؤدِّي، وهذا يُتيح للمؤدِّي تقديم نفسه بالصورة التي تحلو له دون التقيد بالسمات الشخصية الخاصة به، ويمكن أن نلاحظ ذلك في الفتيات اللواتي يُحسنَّ التزين والكلام، فيتمكنَّ من خلال ذلك من العمل موظفات استقبال، ويصبحن واجهة للمؤسسات التي يعملن فيها، وإلى جانب ذلك قد يصبح الوضع الذي يقدمه المؤدِّي لصيق الصلة بالأوضاع التي يقدمها مع عدد من الشركاء لإخراج أداء معين، ومثال على ذلك، إذا كنت تعمل في شركة ما، وتخاطب زملاءك ويخاطبونك بأسماء مجردة من الألقاب طوال اليوم، ثم حضر شخص غريب إلى الشركة، فإن الجميع سوف يتحولون ويُضفون طابع الرسمية الخاصة برجال الأعمال، فتنادي زملاءك وينادونك بحضرة المدير، أو الأستاذ أو الرئيس.
وبناءً على ذلك، فإن الأفراد في الفريق ذاته يجدون أنفسهم في علاقة مهمة بعضهم مع بعض، وهذه العلاقة تعتمد على ركنين أساسيين، الركن الأول في أثناء تقديم المؤدِّي لأداء معين، لو كان الفريق مكونًا من شخص واحد متمثلًا فيه، سوف يتصرف كأن قراره هو القرار الوحيد الذي يمكن اتخاذه، كما سوف يتمكن من تعديل وضعه كلما تطلب الوضع ذلك، لكن في حال كان الفريق مكونًا من عدَّة أشخاص، فإن أي عضو في الفريق قادر على ترك العرض أو تخريبه بتصرف غير لائق، لذا يجد كل عضو في الفريق أنه مضطر للاعتماد على زملائه وحسن سلوكهم، الركن الثاني أن اضطرار أعضاء الفريق على التعاون في ما بينهم حفاظًا على وضع معين يجعلهم مضطرين لاختيار واحد منهم وجعله قائدًا لهم، والاعتماد على تعريفه للوضع حتى لا يظهر أي خلاف بين أعضاء الفريق يُربك الواقع.
ولكي يكون أداء الفريق فعَّالًا، لا بد أن يكون حجم التعاون بين أعضائه مخفيًّا عن الجمهور، كما يجب ألا تظهر الوسيلة التي اعتمدوها في تعاونهم بعضهم مع بعض للحفاظ على تعريف الوضع، فيصبح الفريق عبارة عن جمعية سرية، ومن ثم على المؤدِّي أن يعيش شغله التآمري في شيء من التخفي، للحفاظ على تعريف الوضع وعدم تعرضه للاختراق ممن ليسوا جزءًا من الفريق.
الفكرة من كتاب تقديم الذات في الحياة اليومي
يُبين المؤلف في هذا الكتاب الطرائق والأساليب التي يُدير بها البشر صورهم وانطباعات الناس عنهم، واعتمد في بيان ذلك على مبادئ دراماتورجية خاصة بفن التأليف المسرحي، فالممثل وهو الطرف الأول على خشبة المسرح، يقدم نفسه في هيئة شخصية مسرحية ضمن طرف ثانٍ وهم الشخصيات المسرحية التي يقدمها ممثلون آخرون، ويُشكل الجمهور طرفًا ثالثًا في هذا التفاعل، وهو طرف أساسي، لكن في الأداء المسرحي الواقعي لا يكون الجمهور طرفًا في الأداء، إذ تُضغط الأدوار الثلاثة في دورين فقط يمثلهما المؤدِّي والآخرون الذين يشاركونه الأداء.
مؤلف كتاب تقديم الذات في الحياة اليومي
إرفنج غوفمان: هو عالم اجتماع وعالم نفس كندي، وأحد أكثر علماء الاجتماع تأثيرًا في القرن العشرين، شغل منصب الرئيس الثالث والسبعين للجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع، وكان عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا وجامعة بركلي، من مؤلفاته:
ملاذات.. مقالات عن الوضع الاجتماعي للمرضى العقليين وغيرهم من النزلاء.
تحليل الإطار.
أشكال الكلام.
معلومات عن المترجم:
ثائر ديب: هو مترجم وطبيب سوري، تخرج في كلية تشرين بسوريا، ومتفرِّغ كليًّا للعمل في الترجمة والمجال الثقافي، شغل عضوية الهيئة الاستشارية لسلسة “ترجمان” الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وعمل في الهيئة السورية للكتاب، وهو عضو جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب، من ترجماته:
فكرة الثقافة.
بؤس البنيوية.
العلاج النفسي بين الشرق والغرب.