في مجموعتنا الشمسية
في مجموعتنا الشمسية
هل هناك أجرام لامعة أخرى يمكننا رؤيتها في سماء الليل غير النجوم والقمر؟ نعم، يمكننا رؤية كواكب مجموعتنا الشمسية تلمع إذ تعكس ضوء الشمس، وألمعها الزُهرة الذي ندعوه بنجمة الصباح ونجمة المساء لأنه يظهر إما قبل شروق الشمس أو بعد غروبها، يليه في اللمعان المشتري ويظهران بلون أبيض، ويظهر زحل بلون بين الأصفر والأبيض، وعطارد بلون قريب من البرتقالي، وأما المريخ فأحمر بالتأكيد.
يفترض العلماء أن مجموعتنا الشمسية -كغيرها- تكوَّنت من القرص النجمي الدوَّار ذي الغبار والصخور والغاز الذي أحاط بالشمس في مراحلها الأولى، وقد تمايز باصطدام والتحام بعض أجزائه فتكوَّنت الكواكب.
والشمس هي أقرب النجوم إلينا، تصل درجة الحرارة على سطحها إلى 6000 درجةٍ مئوية وفي باطنها إلى 27 مليون درجة، لذا تتكوَّن الشمس من البلازما، وهي حالة للمادة أشبه بحساء تمتزج فيه الأنوية والإلكترونات بغير ارتباط، وتسبِّب حركة تيارات البلازما ظواهر عديدة كالبقع الشمسية والوهج الشمسي الذي قد تنفجر إحدى حلقاته لتصنع الرياح الشمسية التي تصل إلى كواكب المجموعة الشمسية وتتفاعل مع أقطابها المغناطيسية صانعةً ظاهرة الشفق القطبي، ويتغيَّر نشاط الشمس مع الزمن فيما يعرف بالدورة الشمسية التي تتكرَّر كل إحدى عشرة سنة.
ويمكننا أن نقسِّم كواكب المجموعة الشمسية إلى مجموعتين: الأولى هي الكواكب الصخرية، وأولها عطارد الذي لا يعد أكثر الكواكب حرارة رغم أنه الأقرب إلى الشمس لأنه لا يملك غلافًا جويًّا تقريبًا، فتكون درجة الحرارة في نصفه المواجه للشمس نحو 427 درجة، وفي النصف الآخر 180 درجة تحت الصفر، ويليه الزُهرة ذو الغلاف الجوي الكثيف الذي تتخطَّى درجة حرارته 460 مئوية، ثم كوكبنا الأزرق، يليه المريخ الذي تسكنه الروبوتات ويغطيه الحديد الصدئ الأحمر.
بعدها نجد حزام الكويكبات التي يتكوَّن معظمها من الكربون، ويحمل بعضها معادن ثمينة ومهمة اقتصاديًّا كالبلاتينوم، ثم نجد المجموعة الثانية من الكواكب، العمالقة الغازية التي تتكوَّن من الهيدروجين والهيليوم، وهما المشتري ذو الطقس العنيف والبقعة الحمراء العظيمة -وهي عاصفة على سطحه تسع ثلاثة كواكب بحجم الأرض، وزُحل المميز بحلقاته، وبعدها نقابل العمالقة الثلجية التي تتركَّب من الماء والأمونيا والميثان، وهما أوراونوس ذو الميل الكبير، ونبتون، وهنا نكون قد قطعنا خطوة واحدة من ألفي خطوة في مجموعتنا الشمسية، إذ يمتد بعد نبتون حزام كايبر وما فيه من الكواكب القزمة، ثم سحابة أُوورت التي يظن العلماء أنها تغلِّف مجموعتنا الشمسية بشكلٍ كُروي، وأنها مصدر المُذنَّبات طويلة المدى.
الفكرة من كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
كيف يمكن أن تبدأ رحلتك مع سماء الليل وعلم الفلك والرصد؟ يجيب “كتاب السما” عن هذا السؤال في رحلةٍ علمية مثيرة وممتعة وجميلة تدفعنا إلى التأمُّل، يُحدثنا فيها عن النجوم والكواكب والأقمار وغيرها من الأجرام في هذا الكون الواسع، وعما يمكن أن نحتاج من إحداثياتٍ واستعداداتٍ أو أدواتٍ للاستمتاع برصدها.
مؤلف كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
شادي عبد الحافظ: صيدلاني، وكاتب ومحرِّر علمي، كتب مقالاتٍ علمية على منصَّات عربية مثل “إضاءات”، و”ميدان”، وفي مجلات عالمية مثل “Scientific American” الطبعة العربية، و”National Geographic” للشباب، و”Popular Science” العلوم للعموم، وقدَّم العديد من الأنشطة والمحاضرات العلمية في جامعات مصرية وأماكن أخرى، وهو مؤسس نادي هواة الفلك بالدلتا، ومؤسس شريك في مبادرة “السماء الليلة”، ومقدم دورة “مغامرة في الفضاء” على موقع يوديمي؛ يشرح فيها علم الفلك ببساطة للأطفال وأسرهم.
وألَّف أيضًا كتاب: “الفتاة التي أنجبت أمها – أفكار مدهشة عن ذاتك، العالم من حولك، والكون الواسع”.