في طفولته.. من بساطة القرية إلى عقد المدينة
في طفولته.. من بساطة القرية إلى عقد المدينة
ولد الأستاذ الإمام بمحافظة الغربية حيث نشأ في قرية محلة نصر، وقد كانت هذه القرية من ذلك النوع المتواري عن الأعين، ولكنها لم تكن معزولة عما حولها، وقد وجد نفسه في عائلة مشهور عنها إتقان الصنعة في الزراعة وغيرها، وأيضًا حب الفروسية والصيد، وقد اشتُهِر عنهم رفضهم للانقياد وتمرُّدهم على أصحاب الإقطاع وتحمُّلهم الدائم لعواقب السجن والمطاردة من الحكام، أما نسبه إلى أمه فقد كان لعرب بني عدي، والذين ينسبون أنفسهم إلى قبيلة سيدنا عمر بن الخطاب.
كانت عائلة الأستاذ الإمام متوسطة الغنى، لكنها شديدة الارتباط بالعلم والدين، وربما يظهر هذا على أسماء أفرادها الفريدة والمميزة لأشخاصها والتي تدل على عادة مقصودة، ويروي الشيخ محمد عبده سيرته مع أبيه في تعليمه منذ الصغر، فقد أتقن القراءة والكتابة في منزلهم، ثم تولاه شيخ ليحفِّظه القرآن الكريم، لكن هذا كله كان تمهيدًا للدراسة في طنطا، حيث أرسله والده إلى المسجد الأحمدي ليزيد حصيلة علومه هناك، لكن اصطدم الشاب محمد عبده لأول مرة بشيء لا يفهمه ولا يعرف كنهه، حيث كان شيوخ المسجد يلقون عليهم ما في الكتب دون تجهيز أو تيسير، فلم يستطِع المتابعة وعاد الى القرية ليزوِّجه أبوه، ثم يعاود طلب العلم مرة أخرى نزولًا على إلحاح أبيه، ولكن هذه المرة كانت مختلفة، فقد وجد الشاب العون في أحد أخواله قبل عودته إلى طنطا، لييسِّر له مفاتيح الفهم، ثم إلى الأزهر، الغاية الأكبر في طلب العلم وقتها، ليرى الواقع مريرًا والحال كما في طنطا مقصورًا على بعض العلوم، والأكثرية ممنوعة بدواعي البدعة والإفساد.
الفكرة من كتاب عبقري الإصلاح.. محمد عبده
الأستاذ محمد عبده الإمام المُجدِّد والأديب المُصلح، هو من تلك الشخصيات التي تترك أثرها أينما ذهبت، وتصبغ زمنها بطبيعتها ولا يعود المجتمع بعدها كما كان قبلها، شاء الله أن يُعاصر الإمام محمد عبده عصر السياسة في تاريخ مصر الحديث، وأن يستشف الخفي منها في بواكير حياته، حتى ينفر منها كليةً، ويدخل إلى ميدان آخر سيشهد على أثره، ويؤدي فيه الإمام ما عليه لدينه ودنياه، هنا يركِّز الأستاذ العقاد بشدة على أحوال العصر الذي كان فيه الإمام، ليوضِّح العواقب التي اضطر إلى مجابهتها، والفارق الذي أحدثه فيه بحركته ونشاطه.
مؤلف كتاب عبقري الإصلاح.. محمد عبده
عباس محمود العقاد: وُلد في أسوان عام 1889 م، ونشأ في أسرة فقيرة، فلم يتعدَّ في تعليمه المرحلة الابتدائية، ولكنه اعتمد على ذكائه في تكوين ثقافة موسوعية، وتعلَّم اللغة الإنجليزية في طفولته من مخالطته الأجانب الزائرين لأسوان.
اشتغل بالسياسة في فترة من حياته، وانتُخِب كنائب للبرلمان ثم سجن تسعة أشهر بتهمة “العيب في الذات الملكية”، عُرِفَت عنه معاركه الأدبية مع كبار مفكري عصره مثل: الرافعي وطه حسين، وقد أسَّس مع عبدالقادر المازني وعبدالرحمن شكري “مدرسة الديوان” الشعرية.
للعقاد العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية نذكر أهمها:
سلسلة العبقريات.
كتاب “ساعات بين الكتب”.
كتاب “التفكير فريضة إسلامية”.
ديوان “أعاصير مغرب”.
ديوان “عابر سبيل”.