في سبيل الوقاية والعلاج
في سبيل الوقاية والعلاج
هناك أساليب عدة للوقاية من مقاومة الأنسولين، وستكون بدايتنا مع النشاط البدني، وذلك لأن ممارسة أي نوع من الرياضة كفيل بتنظيم مستويات الأنسولين في الدم وتجنب حالة المقاومة. وقد كشفت إحدى الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لمدة ستة عشر أسبوعًا حسنت حساسية خلايا الجسم تجاه الأنسولين بما يتجاوز العشرين بالمئة، ودون أي تغيرات في النظام الغذائي، وكلما ساهمت التمارين الرياضية في بناء كتلة عضلية كانت أكثر تأثيرًا في مستوى الأنسولين، كما أن الانتظام في ممارسة الرياضة والحفاظ على قدر مكثف منها عامل أساسيّ في تجنب مقاومة الأنسولين. وبعد النشاط البدني يأتي النظام الغذائي الذي لا يقل أهمية عن التمرينات الرياضية،
ويُعد تعديل النظام الغذائي هو الركن الأساسي والأكثر أهمية من أجل الحفاظ على مستويات الأنسولين طبيعية، ولتعديل أنظمتنا الغذائية وجعلها صحية أكثر يجب الاهتمام بكل من نوعية الطعام، فنقلل من الدهون والسكريات ونزيد من الخضراوات والفواكه والألياف، وكذلك كمية الطعام، فلا نزيد على السعرات الحرارية التي نحتاج إليها يوميًّا. كما توجد بعض الأنظمة الغذائية التي ثبتت فاعليتها في تحسين مقاومة الأنسولين، مثل: الصوم المتقطع، والحمية الكيتونية، وفيها تقلل الكربوهيدرات بشكل كبير ليعتمد الجسم على حرق الدهون المخزنة من أجل الحصول على احتياجاته من الطاقة. وغير النشاط البدني والنظام الغذائي يأتي دور التخلص من السمنة والحفاظ على الوزن المناسب، وهو دور هام وفعال في القضاء على مقاومة الأنسولين.
إلى هنا نكون قد اطلعنا على أساليب تعديلية للوقاية والعلاج من مقاومة الأنسولين، فهل توجد أساليب تدخلية كالأدوية والجراحات؟ نعم، توجد عديد من الأدوية التي يمكن استعمالها لهذا الغرض، ولكن تحت إشراف الطبيب بالطبع، مثل: أدوية جليفلوزين | Gliflozin، وأدوية ثيازوليدينديون | Thiazolidinedione، وأدوية سلفونيلوريا | Sulphonylurea، وميتفورمين | Metformin، والأسبرين | Aspirin. وكذلك تُستخدم جراحات السمنة لغرض معالجة مقاومة الأنسولين، مثل جراحة تحويل مسار المعدة، وجراحات تكميم وربط المعدة.
الفكرة من كتاب لماذا نمرض؟ الوباء الخفي الكامن وراء معظم الأمراض المزمنة وكيفية مواجهته
جميعنا يخشى اليوم الذي قد يصاب فيه بأحد الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وتصلب الشرايين، ولكن هل بأيدينا شيء غير أن نخشاه؟ بالتأكيد نعم! بأيدينا تجنبه إذا وجهنا انتباهنا لشيء واحد فقط وهو مستوى الأنسولين في الدم ومدى حساسية خلايا الجسم له، يبدو ذلك أمرًا مستبعدًا وخياليًّا قليلًا، وربما حدثت نفسك قائلًا “أليس الأنسولين مسؤولًا عن مرض السكري؟! فما دخله إذًا بالأمراض المزمنة الأخرى؟ وهل مجرد الاهتمام بالأنسولين يقيني كل الأمراض المزمنة؟!”، ولكني أطالبك بحفظ سؤالك لأنك من سيجيب عنه في نهاية رحلتنا، وذلك بعد الاطلاع على الأنسولين ومقاومة الخلايا له ومدى تأثيرها في كل الجسم، ولن ننسى كذلك سبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب لماذا نمرض؟ الوباء الخفي الكامن وراء معظم الأمراض المزمنة وكيفية مواجهته
بينجامين بيكمان: حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والطاقة الحيوية من جامعة شرق كاليفورنيا، بالإضافة إلى ماجستير العلوم وفسيولوجيا التمرين من جامعة بريجهام يونج، له عديد من الأبحاث في بيولوجيا وفسيولوجيا الخلايا البشرية.