في ذكرى المولد والهجرة
في ذكرى المولد والهجرة
في ذكرى ميلاد النبي الكريم نجد فرصة للتذكير ببعض خصاله العظيمة، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) زوجًا مرحًا مع زوجته وزاهدًا غارقًا في التأمل في غار حراء وتاجرًا ناجحًا وفارسًا مقدامًا ثم دبلوماسيًّا بارعًا في صلح الحديبية، ومؤمنًا بصيرًا بعالمية رسالته يبعث بها إلى الجهات الأربع للعالم في وقت واحد، فقد كان حرًّا كريمًا بعيدًا عن الفخر والكبرياء محبًّا للحق، وكل هذه الأمور اجتمعت في رجل واحد لتهيئته للرسالة التي سيؤديها ويفهم أن التعاليم التي جاء بها تعني تغييرًا كليًّا في المعتقدات والعبادات والأعراف والنظام، ومن هنا نتفهَّم ذلك الصدام العنيف الذي قابله من رؤساء القبائل، لكنهم لا يعلمون أن هناك قيمًا لا تقبل المساومة وهي فوق الأسباب والمصالح، وفوق الحياة والموت، وأن هناك خالقًا للكون ونحن مخلوقات له ليس لنا أن نعبد غيره أو نسير على غير ما لا يريد.
إن الهجرة النبوية نقطة فاصلة في تاريخ الإسلام، إنها شروق الشمس بالنسبة إلى الطبيعة، ومرحلة لعصر جديد هو عصر الإسلام، وقد هاجر المسلمون إلى المدينة ولكنهم عادوا إلى مكة فاتحين منتصرين وطهروها من الشرك، هاجروا لا ليهربوا، بل ليستعدوا للعودة، هذه هي الهجرة الحقيقية وأسمى ما فيها هؤلاء الرجال المخلصون الذين ابتلاهم الله بالمِحَن ليميِّزهم عن المنافقين والمتذبذبين، لأن الرسالة التي سيتحمَّلونها لن يتحمَّلها جيل عادي.
إنَّ ذكرى المولد والهجرة هي احتفال بميلاد شعوب عظيمة هي شعوب الإسلام وحضارة عظيمة هي حضارة المسلمين.
الفكرة من كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
ظهر الركود الحضاري في العالم الإسلامي، والذي يسميه البعض “ليل الإسلام”، منذ الاستعمار الإنجليزي للهند إلى نهاية الحرب العالمية، إلا أن جذوره وأسبابه أبعد من ذلك.
تناقش هذه المقالات القصيرة أسباب تخلُّف الشعوب الإسلامية والتي منها ما يمكن إخضاعه للتحليل والإدراك، ومنها ما هو كامن في قلوب البشر وإرادتهم.
مؤلف كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
علي عزت بيجوفيتش: مفكر وفيلسوف، وأول رئيس لجمهورية البوسنة بعد استقلالها، قاد شعبه للجهاد ضد الصرب ماديًّا ومعنويًّا. وُلد في الثامن من أغسطس عام ١٩٢٥، ووافته المنيَّة في ١٤ أكتوبر عام ٢٠٠٣. حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ١٩٩٣.
من أهم مؤلفاته: “الإسلام بين الشرق والغرب”، و”الإعلان الإسلامي”، و”هروبي إلى الحرية”.