في خلافة عثمان (رضي الله عنه)
في خلافة عثمان (رضي الله عنه)
ثمَّ انكسر غلق الفتنة؛ مات عمر، لتواجه الأمة الفتن، واختير عثمان بن عفان (رضي الله عنه) أميرًا للمؤمنين، وأكمل مسيرة من سبقه في الفتوح، وخرج حذيفة في مدد من أهل الكوفة إلى أرمينية لمواجهة الروم ليشهد في تلك الغزوة الاختلاف في قراءة القرآن بين أهل الشام وأهل العراق، فذهب إلى عثمان قائلًا: “يا أميرَ المؤمنينَ، أدرِكْ هذِهِ الأمَّةَ قبلَ أن يختلِفوا في الكتابِ كما اختلفتِ اليَهودُ والنَّصارَى…”، فبدأ الجمع الكبير للقرآن الكريم، وبُعِث بمصحف عثمان إلى الأمصار باتفاق الصحابة، ثم شارك في معارك أخرى بعدها.
وكان حذيفة (رضي الله عنه) ويراقب طعنات الناس في الإسلام وابتعادهم عنه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويستشرف ما سيكون من فتن بعلم، وقد شبَّه الفتنة بناقة ترتع في الأرض حتى تطأ خطامها لا يستطيع أحد ردَّها، وشبهها ببغيٍّ لا تمنع عنها أحدًا، وتضيق فيها الخيارات فإما العجز وإما الفجور.
ثم ظهر في الكوفة رهطٌ من المفسدين يؤلِّبون الناس على الولاة ويفترون عليهم، ثم كان يوم الجرَعة الذي خرجوا فيه لخلع الوالي سعيد بن العاص وتعيين أبي موسى الأشعري، فوافق عثمان لئلا يترك لهم حجة، وكان حذيفة حينذاك في المدائن، وبعدها بعام خرج الناقمون على عثمان من مصر والكوفة والبصرة مدعين أنهم عُمَّار وحُجَّاج، فقال حذيفة إنهم سيقتلونه وأنَّ قتلَته في النار، وحذَّر من عاقبة ذلك الخروج، وذهب إلى عثمان يودعه ويخبره أنه مقتول شهيدًا، ثم قتل عثمان، وتبرأ حذيفة قائلًا: “اللهم لم أقتل، ولم آمر، ولم أرضَ”، وأمر أبناءه أن يبايعوا علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين.
الفكرة من كتاب حذيفة بن اليمان في ظلال التربية النبوية
نعيش مع الكتاب سيرة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه)، ونراه مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم): كيف يعلمه ويربيه، ثم نرى كيف عمِل بعلمه وكيف واجه الفتن.
مؤلف كتاب حذيفة بن اليمان في ظلال التربية النبوية
محمد حشمت: باحث دكتوراه وكاتبٌ ومحاضر، حصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على ماجستير العقيدة الإسلامية من كلية العلوم الإسلامية بجامعة ميديو في ماليزيا.
من مؤلفاته: “نظرية الدين والتديُّن: الفهم والوهم”، و”الخلاصة في علم مصطلح الحديث”، وسلسلة “في ظلال التربية النبوية” التي تضم الكتاب الذي بين أيدينا وكتبًا عن صحابة آخرين منهم “خوَّات” و”كعب بن مالك” و”الرميصاء” (رضي الله عنهم جميعًا).