في تاريخ مصر المعاصر
في تاريخ مصر المعاصر
يُقسم المؤلف تاريخ مصر المعاصر إلى ست مراحل تبدأ أولاها من ولاية محمد علي في 1805 وتستمر حتى سنة 1840، وقد تميَّزت هذه الفترة بظهور جهاز الدولة المصري الحديث، وأصبح لولاية مصر التابعة للدولة العثمانية حاكم واحد لا يتغيَّر هو محمد على، وتبدأ المرحلة الثانية من سنة 1840، ويستجد فيها دخول عنصر دولي أوروبي يتعلق بإضعاف النفوذ المحلي والأثر القُطري لسياسات الدولة والمجتمع، وبداية إلحاق مصر بالسوق الأوروبي وتوغل النفوذ الغربي من الدول الكبرى وقتها المتربِّصة بالمنطقة العربية، وتبدأ المرحلة الثالثة متداخلة مع نهايات سابقتها، فتبدأ مع ثورة أحمد عرابي والمصريين تحت شعار “مصر للمصريين”، وفيها استدعى الخديوي توفيق الإنجليز لدخول مصر لإجهاض ثورة العرابيين، ومن ثم كان الحدث الأبرز لهذه المرحلة هو الاحتلال الإنجليزي لمصر، والذي آلت مصر على إثره إلى سلطتين هما السلطة الشرعية التي يملكها الخديوي المعين من الدولة العثمانية، والسلطة الفعلية التي يمثلها الإنجليز.
وتبدأ المرحلة الرابعة تقريبًا مع ثورة 1919 وما أنتجته من صدور التصريح البريطاني بالاعتراف بمصر بلدًا مستقلًّا ذا سيادة، وما تلا ذلك من إصدار دستور 1923، وقد كانت السلطة في هذه المرحلة مجال مشاركة وصراع بين القوى السياسية الوطنية والديمقراطية التي قامت بالثورة ومثَّلتها، وبين قوة الاحتلال العسكري البريطاني، وبين قوة الاستبداد السياسي الذي تحوزه أجهزة الدولة المصرية تحت رئاسة الملك، وانتهت هذه المرحلة بقيام ثورة 23 يوليو 1952 وطرد الملك فاروق من مصر وإلغاء النظام الملكي، أما المرحلة الخامسة فتبدأ بحكم جمال عبد الناصر، وفيها جرى إتمام تحقُّق ثورة 1919 من حيث استقلال مصر استقلالًا تامًّا، واتبعت مصر سياسات وطنية مستقلة تستهدف حماية الأمن القومي المصري، غير أنها هدمت تمامًا البناء الديمقراطي الذي تحقَّق من قبل ودعمت نظام الحكم الاستبدادي الذي تمارسه الدولة وأجهزتها بغير رقابة شعبية نظامية ومؤسسية فعالة، وأخيرًا تبدأ المرحلة السادسة بتولي أنور السادات الحكم، وقد أبقاه استبداديًّا فرديًّا، وفوق ذلك نكص عن كل ما تم إنجازه من سياسات وطنية مستقلة، وأعاد مصر إلى مجال التبعية السياسية للغرب والولايات المتحدة خصوصًا.
الفكرة من كتاب ثورة 1919 في تاريخ مصر المعاصر
ينظر “البشري” في هذا الكتاب إلى تاريخ مصر المعاصر نظرة الطائر المحلِّق في السماء، ومن ثم فهو ينقل أحداث التاريخ من تشكُّلها الرأسي المتتابع من ماضٍ وحاضر ومستقبل، إلى المنظور الأفقي بحسبانها كلها حدثت وتمَّت وصارت من الماضي، وهذا المنهج يتيح له أن يستقرئ أحداث التاريخ في تشكُّلاتها التي جرت؛ ليستطيع بالمقارنة بين بعضها وبعض أن يستخلص الدروس والعبر وعوامل التشابه والاختلاف والإنجاز والفشل، ومن ثمَّ فهو يقرأ ثورة 1919 في إطارٍ واسع يستوعب ماضيها وحاضرها وآثارها فيما بعد، بالإضافة إلى الإحاطة بالواقع الذي قامت فيه وكيف كان شكله وكيف كانت ملابساته.
مؤلف كتاب ثورة 1919 في تاريخ مصر المعاصر
طارق البشري: قاضٍ مصري سابق ومفكر إسلامي ومؤرخ، شغل منصب النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة المصري ورئيس الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع لعدَّة سنوات.
من أهم مؤلَّفاته: “محمد علي ونظام حكمه”، و”سعد زغلول يفاوض الاستعمار”، و”العرب في مواجهة العدوان”، و”الحركة السياسية في مصر 1945- 1953″، و”المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية”، و”دراسات في الديمقراطية المصرية”، و”شخصيات تاريخية”، و”من أوراق ثورة 25 يناير”.