في بيان قدرة الله
في بيان قدرة الله
يقوم الله (عز وجل) على جميع شؤون مخلوقاته، يصرف أمورهم كيف يشاء، فهو قادر على كل شيء، ولا يستطيع أحد منهم أن يتولى أمور نفسه أو أمور كونه، فلا قيمة لنا ولا وجود من دونه (عز وجل)، ولو تركنا لهُلكنا جميعًا، فلا يمتلك أحدنا قوة ذاتية يستغني بها عن الله لأن القوة لله جميعًا، وهو عليمٌ بما في السموات والأرض، وكل شيء عنده بمقدار، وهو رقيب على عباده يفعل ما يريد ولا يعجزه شيء، فمن الذي أرسل الطير الأبابيل على أصحاب الفيل، ومن الذي أرسل على قوم عاد الريح، ومن الذي قطع دابر قوم لوط، ومن الذي أهلك قوم فرعون ومن معه؟
يتبين لنا من ذلك أن أمر الله نافذ لا محالة ولا يعارضه أحد كما في قوله تعالى: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ﴾، وما من شيء يحدث إلا بإذنه وبعلمه، فكل ما يصيب المسلمين وأطفالهم ونساءهم وشيوخهم من سوء لا يكون إلا بإذنه كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، و﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾.
هذه القوة الإلهية لا نستحقها إلا إذا كنا مؤهلين لها مستوفين لشروطها، وأول شرط هو أن نغير ما بأنفسنا؛ فقد يتغير حالنا من ذل وهوان في لمح البصر إلى مجد وعزة، فإذا نظرنا إلى حالنا وجدنا الجراح في جسد الأمة الإسلامية بأكملها من تشريد وقتل واحتلال يزداد عمقه بمرور الأيام مثلما يحدث في فلسطين وأفغانستان، وغيرهما.
نحن نرى ونسمع ما يحدث في العالم الإسلامي، وبخاصةٍ في ظل انتشار الفضائيات ووسائل الاتصال ونسأل الله لسنوات مرارًا وتكرارًا وتضرعًا أن يكشف الغمَّة عن أمتنا الإسلامية، وفي ظل التطور العلمي والتقني للعدو الغاشم نشعر بالإحباط واليأس، كما أن وجه المقارنة بيننا وبينهم ضعيف، فنحن ما زلنا في ذيل الأمم حتى أن فكرة الخلافة الإسلامية أصبحت ضربًا من الخيال.
الفكرة من كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
يتناول الكاتب أسباب دخول أمتنا الإسلامية في نكبات وهزائم متتالية، وكيف نقوم بتغيير أنفسنا من أجل إصلاح الأمة مع تناوله عوائق التغيير، مع الإشارة إلى ما آلت إليه أحوال الأمة الإسلامية، وما أصابنا جراء التأثر بالغرب وأفكاره التي لا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحة.
مؤلف كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
مجدي الهلالي: داعية إسلامي ولد عام 1961 في القاهرة، أسس مؤسسة الصحابي عقبة بن عامر والتي تهتم بالتربية القرآنية للأفراد.
ومن مؤلفاته: “ليلة سقوط بغداد”، و”ألواح ودسر”، و”طوفان محمد”، و”شيفرة بلال”.