في المدينة الحديثة
في المدينة الحديثة
ومع الكثافة السكانية الكبيرة في المدن الحديثة، بُنيت شقق صغيرة بمطابخ صغيرة أو بغير مطابخ وبمساحاتٍ تخزينية صغيرة، ومع خروج النساء إلى العمل بأعداد كبيرة لم يعد لديهن وقت للطهي كالماضي، لذا دعت الحاجة إلى وجود منتجات جاهزة للأكل أو سريعة التحضير، وكان للأرز حضورٌ في هذه التطورات؛ فكان أول منتج أرز تجاري في الولايات المتحدة الأمريكية هو حبوب الإفطار “رايس كرسبيز” عام 1927، ثم ظهرت حلوى “رايس كرسبيز تريتس” عام 1941، وفي العام الذي يليه رُخصت عملية السلق بالقشر والتي تتضمَّن طهيًا مسبقًا للحبوب قبل إزالة النخالة عنها؛ ما يدفع 80% من المواد الغذائية من قشرة النخالة إلى حبات الأرز ويرفع قيمتها وهو أرز العلامة التجارية الأمريكية “أنكِل بِنز”، ثم صارت تباع أنواع من الأرز المتبل والمسلوق مسبقًا، وأكواب الأرز المطبوخ الملائمة لأفران الميكروويف، وأكواب مثلها لحساء نودلز الأرز اليابانية مع الخضر المجفَّفة الذي يجهز في دقائق بإضافة الماء المغلي فقط، ولا ننسى قِدر طبخ الأرز الكهربائية التي أحدثت ثورة في طهي الأرز في اليابان ثم في العالم، وأراحت الناس من تفقُّد النار وتقليب الأرز وتحريك القدر لطهي الأرز جيدًا، وقد أطلقتها أول مرة شركة توشيبا عام 1955، ثم تطورت بعدها لتناسب رغبات المستهلكين المختلفة.
ومع هجرة الناس من بلدان الأرز إلى الدول الأخرى، ظهرت المطاعم التي حضر فيها الأرز بقوة في أطباقها للمهاجرين ولغيرهم، إضافةً إلى مأكولات الشارع المتنوِّعة التي تباع في العربات والأكشاك وغيرها، فنجد التشونغ المشهور في جنوب الصين وهو كرات أرز محشوة بالفطر الباهر وملفوفة بورق شجر الموز، ونجد أكياس البوسو المعطرة التي تحوي أرز الياسمين الملفوف بسعف جوز الهند من الفلبين، ومن الهند كعك الأرز المنفوش بالعدس المسمى بالإدلي، وغيرها.
الفكرة من كتاب الأرز – تاريخ كوني
هل سمعت من قبل المثل الصيني القائل: “لا تستطيع أمهر ربة بيت أن تطبخ من دون الأرز.”؟ هل أنت من أولئك الذين يعُدُّون الوجبة بلا أرز وجبةً غير حقيقية؟
هل سبق أن تساءلت كيف بدأت حكاية الأرز؟ وما أنواعه وأشكاله؟ ما أثره في الثقافات المختلفة؟ وكيف تتنوَّع طرق إعداده؟ نجيب عن هذه الأسئلة في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الأرز – تاريخ كوني
رينيه مارتن: طاهية وكاتبة، مهتمَّة بالطبخ وتاريخ الطعام منذ صغرها، وقد بدأت رحلتها كطاهية في المطاعم الفرنسية في مدينة نيويورك، ومنها مطعم فلورِت، ثم حصلت على ماجستير الآداب في دراسات الطعام من جامعة نيويورك، وتعمل بالتدريس في مؤسسة نيويورك لتعليم الطهي، وكتبت عن تاريخ الطعام، وفن الطهي، وطرق الطعام foodways، والصناعات الغذائية، والكتاب الذي بين أيدينا هو أول كتبها، وقد نُشر عام 2014.
معلومات عن المترجمة:
عَنود حمد: مترجمة إماراتية، حصلت على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها عام 2008، دخلت مجال الترجمة أثناء دراستها الجامعية.
ترجمت ثلاث قصص أطفال مع مشروع “كلمة” الإماراتي للترجمة، هي: “الدب والفراشة”، و”كم لخيط طويل أن يطول؟”، و”حينما يولد وحش ما”، وأيضًا ترجمت هذا الكتاب ضمن نفس المشروع.