في العمل
في العمل
أصبح العمل ضمن فريق من حتميات الوظيفة في عالمنا المعاصر، فتعاملك يبدأ مع زملائك بالعمل ومديرك بالإضافة إلى عملائك أو زبائنك، وينتج ضمن هذه العلاقات المعقدة المتشابكة كم لا ينتهي من الطلبات والخدمات المزعجة، تضطر إلى قبولها نتيجة شعورك بالضغط أو الخوف على مكانك المهدد، فكيف يمكنك أن تقول كلمة لا وتتحاشى الصدام في بيئة العمل؟
النصيحة الأولى هي تحديد نطاق الوظيفة والمهام المنوطة بها، هذا سيسمح لك برفض ما يقع خارجها دون التأثير على مركزك، النصيحة الثانية هي ألا تظهر أداءً عاليًا في العمل، لأن ذلك سيجلب لك المزيد من المسؤوليات، والنصيحة الثالثة ألا تتعود على تغطية أخطاء المقصرين لأن ذلك سيجعلهم يستمرون في إهمالهم.
النصيحة الرابعة ألا تلعب دور الخبير أو تتولى مهمات إضافية، والنصيحة الخامسة عدم إصدار عهود لا تستطيع الوفاء بها لأن ذلك سيضر صورتك المهنية، النصيحة السادسة ألا تقلل من أهمية أعمالك وتعطي أعمال الآخرين أولوية عليها، النصيحة الأخيرة أن تفكر في ما يعود عليك من استفادة.
يخلط الكثيرون بين العمل والسعادة، فيؤطرون حياتهم الاجتماعية داخل دوائرهم المهنية، فالحرص على الفصل بينهما يجعلك تفرق في علاقتك بزملائك داخل العمل، أي منهم قريب ومن تربطك به معرفة سطحية مما سيساعدك عند تلقي الطلبات، يمكنك أيضًا أن تطالب بخدمة مقابل أن تؤدي الخدمة المطلوبة منك واختبر بالطبع صدق الآخرين عندما يعطونك وعودًا بالمساعدة.
وإذا جاء الطلب من مديرك، وكان من النوع الذي يستغل سلطته للحكم على موظفيه، فلن يكون من الجيد أن تكرر كلمة لا على مسامعه خصوصًا في المهمات الصغيرة، وحاول أن تتجنب أن تكون صداميًّا، وقدم اقتراحات لإنجاز المهام، وفسر أسباب انشغالك عن المهمة التي طلبها، واحذر من العبارات اللطيفة فهي تعمل كمخدر، ولا تتنازل عن مبادئك أبدًا إذا طلب منك مخالفتها لأداء مهمة ما، حاول إيصال رسالة إليه أن ذلك الأسلوب ضد ما تؤمن به.
الفكرة من كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
إن التصور الصحي لأي علاقة هو القيام على التوازن والتبادل، فأن تعطي وتأخذ هو جوهر العلاقة، وأي زيادة في أي طرف يحول العلاقة الصحية إلى اتكالية استنزافية تؤثر بالسلب في طرفيها، وتكون معاناة أحدهما أكبر من الآخر خصوصًا إن كانت لديه صعوبة في رفض أي من الطلبات التي تنهال عليه، مستنزفة وقته ومجهوده، ضاربة بنظام حياته عرض الحائط.
للحفاظ على التصور السليم للعلاقات المختلفة داخل إطار العمل أو الصداقات أو العائلة والدائرة الاجتماعية يجب تعلم قول كلمة لا عندما تحتاج إليها، ستكون تلك الكلمة السحرية كالمنقذ من الهلاك والغرق في الالتزامات والشعور بالإحباط والوقوع في ورطة أنه قد تم استغلالك، هذه ليست دعوة للأنانية بل هي حماية لحياتك الخاصة، فلا يوجد تعارض بين رغبتك بمساعدة الآخرين وتحديدك لأولوية المهام ونطاق تلك المساعدات وأي منها الضروري، وما الأساليب التي تورطك كل مرة في الموافقة، وكيف تخرج من المواقف المحرجة التي تفرض عليك قول نعم.
مؤلف كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
سوزان نيومان: اختصاصية في علم النفس الاجتماعي وخبيرة في تربية الأطفال، لها إسهامات عديدة في مجال التربية، إذ يبلغ عدد مؤلفاتها خمسة عشر كتابًا تدور حول العلاقات، محاولة حل مشكلاتها وتأسيسها بشكل صحي، احتل بعضها قائمة الأكثر مبيعا في أمريكا.
لها عدة أعمال بحثية ومشاركات في مجلات كبيرة مثل “سيدات المنزل” و “تلجراف لندن”، وقدمت عدة حلقات في برامج تلفزيونية مثل “صباح الخير يا أمريكا” و”عرض اليوم”، من أهم كتبها “تربية طفل وحيد”.