في أثناء التفاوض
في أثناء التفاوض
مرحلةُ الصراع مرحلةٌ لا مفر منها، وحدوثها طبيعي ما دامت الأهداف مختلفة والمنافسة والعداوات موجودة، فمن الطبيعي إذًا أن تحدث الصدامات، وكلما أسرعت لحلها وتخلصت من فكرة أن تركها للوقت سيجعلها تحل نفسها بنفسها، كان أفضل لكل الأطراف، ولحل الصراعات خمس استراتيجيات تختلف حسب نوع كل مشكلة، فمع المشكلات التافهة نلجأ إلى استراتيجية الانسحاب، وعيبها كما هو واضح أنها تؤجل المواجهة فحسب، أما عندما تكون المشكلة قد تؤدي إلى شحن الأجواء وتدمير العلاقة بين الطرفين، تُستَعمَل استراتيجية التهدئة، وهي مفيدة في أنها تمنح بعض الوقت حتى يوجَد حلٌّ للمشكلة، وفي حالة المشكلات التي يكون فيها الطرفان متساويين ولا يتنازل فيها أحد عن موقفه، يُفضَّل اللجوء إلى استراتيجية التسوية؛ لا داعي لوجود حل مثالي في هذه الحالة، وفي الحالة الرابعة عندما يتوقع كل طرف الصراع من الطرف المقابل، يُفَضَّل اللجوء إلى استراتيجية الإكراه أو التنافس، أما في الحالة الخامسة عندما تكون هناك علاقة طويلة المدى متوقعة بين الطرفين مع وجود أهداف مشتركة بينهما، فيُفَضَّل اللجوء إلى استراتيجية التعاون لحل المشكلة، وعيب هذه الاستراتيجية أنها تستهلك كثيرًا من الوقت، ومن ثم هي غير مناسبة عند البحث عن حلول سريعة.
ولكي تتمكن من تطبيق الاستراتيجيات السابقة وإتقان فن المفاوضة بشكل عام، لا بد من أن تمتلك مستوًى مناسبًا من الحزم يمكّنك من الدفاع عن حقوقك والتخلص من العوائق التي ستعوقك أنت وفريقك سريعًا قبل أن تتطور إلى شيء أسوأ في المستقبل، وأسرع وأبسط طرائق الحزم في الصراعات أن تقول “لا” بكل صراحةٍ، وتقدم بعدها بديلًا يعوض عن رفضك الصريح، فمثلًا إذا طلب منك مديرك أن تعمل لوقت إضافي وأنت لديك خطط بالفعل، يمكنك أن ترفض طلبه عارضًا عليه بديلًا عن وقت العمل الإضافي، كأن تأتي نصف ساعة مبكرًا في اليوم التالي، وتوجد طريقة أخرى في التعامل مع الصراعات تتمثل في امتصاص غضب من أمامك؛ بدايةً استمع له لعله يكون محقًّا في أسباب غضبه، ولا تجادله بل قدم إليه أسئلة بنهايات مفتوحة لتفهم منه ما الذي يغضبه، لأنك إذا فهمت استطعت حل المشكلة، وإذا اتضح أنك المخطئ يمكنك الاعتذار، أما إذا كنت أنت الشخص الغاضب يمكنك دائمًا اللجوء إلى التمشية لتصفية ذهنك والعودة بعدها إلى التفكير بهدوء وعقلانية.
الفكرة من كتاب كيف تكون مفاوضًا أفضل
الحياة دائمًا في حركة متبادلة بين البيع والشراء، وسواء أكنت البائع أم المشتري، فامتلاكك مهارة التفاوض أمر لا مفر منه، ليس فقط للتجارة، لكن للحياة بشكل عام، فنحن دائمًا في وضع تفاوضٍ مستمر مع من حولنا، نتفاوض مع زملائنا أو رؤسائنا أو أزواجنا أو أصدقائنا.
ويعرض هذا الكتاب مقومات المفاوضة الناجحة وأنواع المفاوضات، والمهارات التي يجب أن تتمتع بها، وكيفية تطوير المهارات التي تمتلكها بالفعل وتجنُّب أخطاء التفاوض الشائعة.
مؤلف كتاب كيف تكون مفاوضًا أفضل
ريتشارد أ. لوكي: كاتب ومحرر أمريكي، يحمل درجة البكالوريوس من كلية شيمر (Shimer)، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سانت توماس، ألف عديدًا من الكتب حول الأعمال والإدارة، ومن أهمها:
Managing Projects Large and Small: The Fundamental Skills for Delivering on Budget and on Time.
The Busy Manager’s Guide to Delegation.
Entrepreneur’s Toolkit.