في أثناء الإلقاء وبعده
في أثناء الإلقاء وبعده
عندما تتحدث أمام جمهورك تحدث بحماسة وتفاعل مع الموضوع، وأسرِع في الجمل المعروفة وأبطئ في الأفكار المعقدة والمؤثرة وتوقف عند تفاعل الجمهور أو عند بدئهم في أحاديث جانبية وعند مواضع التشويق وقبل العبارات المهمة وبعدها، فالوقفات تجذب الانتباه وتمنحك أيضًا فرصة للاستراحة ولجمع أفكارك، وتجنب اللازمات اللفظية مثل( آآ) أو (يعني)، ولا تقل بعد مثالٍ أو قصة “والمهم” لأنها تعطي إيحاءً بأن ما سبق غير مهم، ولا تحاول أن تقلد أحدًا فلكلٍّ منا أسلوبه الخاص والمميز.
وحاول ألا تقف ثابتًا طوال الوقت، ويمكنك أن تطبق مهارة الإرساء التي تحدد فيها ثلاثة أماكن للوقوف أمام الجمهور تنتقل بينها، وتكون المنطقة (أ) هي المنطقة المركزية أو المحايدة، والمنطقة (ب) للحديث عن المميزات والفوائد، والمنطقة (ج) للحديث عن العيوب والأمور السيئة، وإذا طُرحت عليك أسئلة تُجيب عنها مع وقوفك في المنطقة المتعلقة بها، وهذا يُساعد الجمهور على ربط المعلومات. وإن جهزت صورًا ورسومًا توضيحية -وهو أمرٌ طيب مع مراعاةِ طبيعة الجمهور والمكان- فحاول ألا تقف أمامها أو تحجبها عن الناس.
ووجِّه للجمهور أسئلة لتعرف مدى استيعابهم ولتُثري الحوار وتجذب الانتباه وأيضًا لترتب أفكارك عند الارتباك، وعندما تُسأل لا تُقاطع السائل وأثنِ عليه واذكر اسمه وتأكد منه إن كان حصل على الجواب الذي يريد، وإن سُئلت في غير تخصصك فيمكن أن تُعيد توجيه السؤال إلى الجمهور، وقل “لا أعلم” إن لم تعرف الإجابة. وإن وُجهت إليك اعتراضاتٌ أو تشكيكات غير سليمة فعليك بالردود الدبلوماسية، مع الحفاظ على الابتسامة والهدوء، فلا تسمح بالإهانة ولا تُهن أحدًا أو تُعاديه، ورد على الاعتراضات بأنها وجهة نظر خاصة بصاحبها تحترمها أو بأنها مشكلات شخصية، وأعِد صياغة الكلام بشكلٍ يُبين الخطأ فيه فإن قيل لك مثلًا: “إن هذا الكلام ليس من ثقافتنا” فقل: “وهل كل ما ليس من ثقافتنا لا يمكن الانتفاع به؟”. أما إن كان التعليق سليمًا ولكن بأسلوبٍ غير جيد فنُقرُّ صاحبة لكن نُبين له أننا لا نرضى أسلوبه، ونبحث عن الحق لا عن هوى النفس.
فإذا أتممت المهمة؛ احمد الله، وتذكر قول المؤلف: “إذا بُذل المجهود فارضَ بالموجود”، ولا تغادر المكان مسرعًا لتعطي فرصة لمن يريد الحديث معك ولتطلب رأي أهل الخبرة وتقييمهم، وإن استطعت تسجيل كلمتك فشاهدها لاحقًا وقيِّم نفسك، ولا تُقارن بدايات رحلتك بثمراتِ الآخرين المحترفين.
الفكرة من كتاب المتحدث البارع
للكلمات أثرٌ كبير في حياتنا، يتغير بها الكثير في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وبها دعا الأنبياء الأمم إلى الحق والخير، وبها قامت حروب وتآلفت قلوب. والإلقاء مزيجٌ من فن وعلم وموهبة نعبر به عن أفكارنا لنؤثر في الناس ونقنعهم ونمتعهم، ويقدم لنا الكتاب نصائح عملية كثيرة لنُحسِّن الإلقاء والحديث أمام الناس، بدءًا من الإعداد والتحضير إلى وقت الحديث وما بعده.
مؤلف كتاب المتحدث البارع
ياسر بن بدر الحُزيمي، محاضر وكاتب سعودي. حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك سعود عام 1421 هـ، وعلى دبلوم عالي في الإرشاد الأسري من جامعة الملك فيصل عام 1429 هـ.
يُشرف على “منصة خطوة” التي تقدم محتوى توعويًّا وتربويًّا وعلميًّا ومهاريًّا من خلال منتجات مرئية ومسموعة ومقروءة، ومن مؤلفاته: كتاب “الشخصية القوية” وكتاب “بريدي – رسائل وإجابات في مجالات الحياة”.