فيلسوف العرب الأول
فيلسوف العرب الأول
هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي، ولد في “واسط”، ولا يعرف أحد تاريخ وفاته ولا تاريخ ميلاده،كل ما يعرف أنه عاش في القرن التاسع الميلادى، وهو يمتلك معارف عديدة حيث بدأ طريقه في البصرة عاصمة العلم والثقافة، وجمع حصيلة كبيرة في الفلسفة والأدب والطب والفلك والموسيقى والفن والرياضة والطبيعة والكيمياء، وافتتن بالفلسفة اليونانية، والحكمة الهندية والمعارف الفارسية، وعكف على دراستها بطريقة لم يعرفها العرب من قبل، لذلك قيل إنه فيلسوف العرب الأول، له مؤلفات عديدة جدًّا في مختلف العلوم، لكن لم يصل إلينا منها الكثير .
فلسفته قائمة على أن العالم مخلوق لله تأثر به تأثر المسبب بسببه السابق عليه، وحدث هذا التأثير من الله في العالم، فقد تأثر الكندي كثيرًا بفلسفة أرسطو الإلهية في نفيه عن البارئ التأثير المباشر في المادة وفي إسناده ذلك إلى النفس الكلية التي هي أحد آثار العقل الأول، ويقول أيضًا بوحدة واجب الوجود وبساطة وجودة، ومعنى هذا إنكار الصفات بتاتًا، لأنها تجر إلى تعدد القدماء،كما يقول المعتزلة الذين كان الكثيرون منهم معاصرين للكندي، وصرح بأن الله قادر بذاته، ويرى أن النفس الإنسانية هي جوهر بسيط خالد هبط من عالم العقل إلى عالم الحس فاستوطنته الغربة، ويشعر بالحنين للعودة إلى مكانه الأصلي ليستريح من هذا العذاب.
الفكرة من كتاب الإسلام والفلسفة
الفكر الفلسفي هو فكر امتدادي على مر العصور، لا يمكن القول إنه طفرة ظهرت في قوم واندثرت عند آخرين، لكن الأمر منذ بدايته عند العرب كان مقتصرًا على تحصيل المعاش، وجلب القوت، لم تشغله التساؤلات حول حقيقة الكون وأسراره، الأمر لم يكن لسبب ضيق الأفق أو عجزهم الفكري، وإنما في حقيقة الأمر هو انشغال فقط وحتى أخلاقهم كانت غليظة وقاسية كلها حياة بربرية، ودياناتهم كلها وثنية ساذجة جافة لا روح فيها ولا حياة، حتى العبادة فيها ليس لها نسق وهو أمر لا يستسيغه عقل ولا يؤيده منطق أو ذوق سليم.
مؤلف كتاب الإسلام والفلسفة
الدكتور محمد غلاب أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر المولود في أوائل القرن العشرين، واسع الاطلاع في جميع الفنون بصيرًا كل البصر –على الرغم مما لحق ببصره من علة– متقنًا لعلوم الأزهر التراثية، له مؤلفات عدة منها: “الفلسفة الشرقية”، و”الفلسفة الإغريقية” (جزآن)، و”مشكلة الألوهية”، و”فلسفة الإسلام في الغرب”، و”المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة”، و”الفلسفة المسيحية في الشرق والغرب”، كما ترجم كتاب “الفلسفة التجريبية وتيارات الفكر الفلسفي الفرنسي وتاريخ الفلسفة” لإيميل بُرهيمة.