فيزيولوجيا مذهلة
فيزيولوجيا مذهلة
يظن كثير من البشر أن جسد الفيل ناعم وأملس، ولكن هذا غير حقيقي، إذ إن علم وظائف الأعضاء أخذ يناقش جسم الفيل وتكوينه المذهل، إذ يبلغ وزن ذكر الفيل الأفريقي 5.5 طن، ومن الممكن أن يزيد على ذلك، وهذا ما يجعل الفيل محل دهشة للبشرية كأضخم حيوان على الأرض، ويقال إن أصل الكلمة التي سمي بها “elephant” مشتق من كلمة “lophos” اليونانية أي “الجبل”، وهذا دليل على ضخامة وزنه، وهذا الوزن يوضح لنا أن الفيل يمتلك تكوينًا عظميًّا قويًّا جدًّا، ومن المعلومات التي من الممكن أن تكون غير معروفة لدى الغالبية، أنه على الرغم من هذا الوزن مع ثقل الهيكل، فإنه يمتلك حركة خفيفة مثل خفة الريش، ما يجعل الأمر أكثر غرابة.
كما أن الفيلة تستطيع النوم واقفة بسبب عظام الرجل، إذ تتمتع بمرونة عالية تثبت رشاقتها العالية، ويوضح الكاتب هذا الأمر من خلال قصة يرويها: “كان لي زملاء في كلية ينجر، خيَّموا ليلًا في وادي نهر زامبيزي في زيمبابوي، وناموا على طريق فيل في غفلة منهم، وفي الصباح وجدوا آثار أقدامه مطبوعة بينهم دون أن يسمعوا شيئًا”، كم هذا مذهل!
يتمتع الفيل بأعضاء خارجية مثل الأنياب الضخمة، التي على الرغم من دورها المهم في تكوينه، فإنها تعد سلاحًا ذا حدين بالنسبة إليه، إذ أسهمت هذه الأنياب في انقراض جزء كبير من الفيلة، بسبب اصطياد البشر لهم من أجل الحصول على العاج من أنيابهم، ليتمكَّنوا من نحته وجني المال، ويتميز الفيل ببعض الأعضاء الداخلية المهمة مثل الجهاز التنفسي، فهو أكثر الأعضاء أهمية له، إذ إنه متعدد الاستخدامات، فهو يد وأنف وفم وخرطوم وسلاح، كما يتمتع الفيل بأذنين حساستين وعينين ولكن ليست ذات أهمية عالية، ومع كل هذا تتمتع الفيلة بذكاء عالٍ، وتتميز بقدرة اجتماعية وأمومة فطرية.
الفكرة من كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
كثير من البشر يقعون في حب الفِيَلَة من النظرة الأولى، فلديها في عيونها حزنًا ساحرًا، يجذبك بتعاطف شديد نحوها، ومن ثم تنشأ العلاقة بينكما، والانطباع الأول عنها أنها حيوانات لطيفة ودودة، تفتنك بهدوئها رغم ضخامة أحجامها.
كم منا يحمل هذه الصورة الظاهرية عن الفيل، ويشعر أنه أكثر الحيوانات لطفًا وسلمًا على وجه الأرض، ولكن هل هذه هي الصورة الصحيحة فعلًا؟ أم أنه يملك الكثير من العنف بداخله؟ هل الأسد ملك الغابة الحقيقي؟ أم من الممكن أن يكون الفيل؟
كل هذه الأسئلة يوضحها الكاتب، ويبين حقائق عديدة لا يعلمها كثير من البشر، ومن الممكن أن تغير مشاعر الحب لهم إلى مشاعر خوفٍ وحذر.
مؤلف كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
دان وايلي Dan Wylie: ولد في بولاوايو، زيمبابوي في 22 من مايو عام 1959، يعمل محاضرًا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة رودس في جراهامستاون، وله عدد كبير من الكتب والمؤلفات، من أبرزها:
Crocodile.
Dead Leaves: Two Years in the Rhodesian War.
Myth of Iron: Shaka in History.
معلومات عن المترجم:
جولان حاجي: ولد في سوريا، مدينة عامودا الحسكة في 26 نوفمبر 1977، ويعمل طبيبًا وشاعرًا ومترجمًا، صدر له أكثر من ديوان شعر مثل “ميزان الأذى”، و”ثمة من يراك وحشًا”، كما أن له العديد من الترجمات، منها كتاب “المرفأ المظلم”.