فيروسات العلاقات العاطفيَّة
فيروسات العلاقات العاطفيَّة
أحيانًا لا تكون العلاقة سامة وإنما أصابها أحد الفيروسات التي لا بد أن يتخلص منها كل من الطرفين عبر المساندة والحوار الفعال، فالملل قد يُصيب أحد أو كلا الطرفين، وهو نتاج الإدارة الخاطئة للعلاقة العاطفيَّة من أول يوم، عندما يبذل كل طرف أقصى طاقة حتى يفقد كامل طاقته دون إعادة شحن، إذ استنزف الطرف الآخر طاقته وأصبح هو الآخر غير قادر على العطاء، ويزداد الأمر سوءًا مع الإهمال، سواء كان مُتعمدًا أو غير مُتعمد، فأحيانًا ينشغل الزوج بالعمل، وتنشغل الزوجة بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، بينما يصبح الوضع كارثيًّا إذا صاحب الإهمال البخل العاطفي، وهو نقيض الإشباع العاطفي الذي يظهر من خلال كلمات الحب والطمأنينة، ونظرات العين وتعبيرات الوجه، وتقديم الهدايا، أو قضاء بعض الوقت معًا، فعلى كل طرف أن يعرف لغة الطرف الآخر والوسيلة التي تُشبعه عاطفيًّا.
الإهمال يضع غشاوة على عين صاحبه، فلا يُدرك التغييرات التي تطرأ على الطرف الآخر التي قد تصل إلى أقصى درجات النفور والاستغناء، ويبحث عن الاهتمام مع طرف آخر، فهناك أبواب مواربة قد يدخل منها المتربصون والصائدون في الماء العكر، لذا من الضروري البحث عن لغة تفاهم مُشتركة، والتواصل الفعال القائم على الإنصات وتبادل الحوار وتجنُّب النقد والشكوى والسخرية والحرص على إرسال رسائل إيجابيَّة يعزز الود والاحترام والتقدير بين الطرفين، وتقبل الاختلاف بدلًا من تسليط الضوء على العيوب، لأن هذا يؤدي إلى شحن كل طرف بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، وإغفالهم عن كل فعل جميل يُقدم من أجل إرضائهم،
فلا ضرر من تبادل الحوار حول ما يثير غضب كل طرف وما يجرحه وما يزيد عناده دون هجوم أو لوم، ويجب التوقف عن استخدام عبارات المراوغة مثل “إذا كنت مهتمًّا لعرفت السبب وحدك”، فتلك العبارات تجعل الطرف الآخر يشعر بالحيرة ومن ثم تضيع لحظات الدعم والمساندة، والكبرياء التي تمنع كل طرف من الاعتذار إلى الطرف الآخر، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة مع تدخل عوامل مساعدة للاشتعال.
الفكرة من كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
هل سبق وشعرت في أثناء تعاملك مع شخص ما باستنزاف صحتك النفسيَّة والجسديَّة؟ وهل شعرت أن علاقتكما تتسم بعدم الأمان بسبب التوتر المستمر والشعور الدائم بالتهديد؟ ومن منكما يكون محقًّا؟ هل الطرف الآخر مُحق في كونك السبب وراء هذا التوتر؟ أم إنه هو السبب؟ هل يعقل أن كليكما السبب؟ ولكن مهلًا.. أيًّا كان السبب، لماذا تستمران في هذه العلاقة؟!
سنسكتشف من خلال هذا الكتاب العلاقات السامة وأثرها، وسر الوقوع فيها والتمسك بها، بالإضافة إلى بعض الأوبئة أو الفيروسات التي تتسبب في إفساد العلاقة.
مؤلف كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
تعافيت: طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية.