فيتامينات الفلترة والنضج النفسي
فيتامينات الفلترة والنضج النفسي
يعتقد بعض الأشخاص أن الإنسان يصل إلى مرحلة اللا مبالاة عند بلوغه الأربعين، ولكن الحقيقة أنه يصل إليها عندما تصل درجة آلامه وإحباطاته المتكررة إلى ذروتها، مما يقتل إحساسه بزهو الأشياء، تلك المرحلة التي يقترب فيها الإنسان من السلام النفسي، إذ تتساوى كل الحسابات ويكون الناتج دائمًا صفرًا.
في هذه المرحلة تجد نفسك تستغني وتكتفي، يستوي عندك من يجرحك بمن يتودد إليك، ولا يفرق معك من يصدق ومن يكذب، على الرغم من معرفتك بكذبهم ونفاقهم، فإنك لا تهتم، هي مرحلة الاستغناء وإعادة ترتيب الأولويات في حياتك، لا داعي إلى القلق أو الخجل، فأنت على ما يرام، أنت فقط تنضج نفسيًّا.
ومهمة إعادة ترتيب حياتك تلك تشبه إلى حد كبير مهمة إعادة ترتيب خزانة ملابسك، سواء كنت ترتبها كل صيف أو بشكل دوري، فإنها ضرورية للتخلص مما قد يكون ضيقًا عليك وما قد يكون قديمًا، وتفسح المجال لتجديد خزانتك بملابس جديدة تناسب مرحلتك الحالية.
فما تفعله مع خزانة ملابسك بصفة دورية يجب أن تفعله أيضًا مع خزانة حياتك في مختلف مراحل العمر، إذ تمتلئ خزانة حياتك بأشخاص مختلفين في فترات مختلفة، ويجب عليك فرزهم وتنقيحهم بشكل دوري لضمان جودة وجودهم، ولتجديد طاقتك النفسية وإعادة تقييم حساباتك.
ستجد في خزانة حياتك أشخاصًا يشبهون قطع الملابس ذات الوجهين، يساعدونك في بعض الأحيان ويربكونك في أحيان أخرى، وأناسًا أرواحهم كالقماش الثقيل القاتم، لا يمكن تحملهم في الصيف أو الشتاء.
ورغم ذلك ربما تعثر على قطعة واحدة أو اثنتين قيمتين جدًّا، هؤلاء هم الأصدقاء الأخلص دائمًا، والأفضل في التعامل معهم مهما تغيرت الأزمان والأماكن.
الفكرة من كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
عندما نتطلع إلى تأخير شيخوختنا أو تعزيز نشاط أجسادنا ولياقتنا البدنية للحصول أجسام ممشوقة، قد نلجأ بسرعة إلى تناول حبوب الفيتامينات السحرية، لكن هل فكرنا فعلًا في لياقتنا النفسية؟ هل ندرك بالضبط ما تحتاج إليه عقولنا؟
أرجو منك ترك كوب الماء جانبًا، والانضمام إليّ في رحلة استكشاف داخل عوالم النفس البشرية، لنتساءل إذا كانت احتياجات النفس تقتصر على حبوب الدواء لتعزيز اللياقة البدنية، أم إنك تحتاج إلى “فيتامينات نفسية” حقًّا.
مؤلف كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، حاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا.
اختيرت عام 2012 للعمل التطوعي سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين في أوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال دورها سفيرةً للاندماج بفيينا نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم بصفتهم جزءًا من المجتمع.
نُشر لها كتابٌ آخَرُ عام 2021 بعنوان “هل أنت غبي عاطفيًّا”.