فيتامينات الرفق واللين والتواصل مع النفس
فيتامينات الرفق واللين والتواصل مع النفس
الفطرة السليمة التي وُلدنا عليها كانت تؤهلنا لننظر إلى الأشياء والأشخاص بنظرة خيرة محايدة، ولكن مع مرور الوقت، نجد أنفسنا مضطرين إلى الاستغناء عن تلك الفطرة السليمة، كل ما حولنا يؤثر في فطرتنا وحبنا لأنفسنا، ويجعلنا نرى الاختلاف مكروهًا، حتى نكون قد اكتسبنا ميلًا نحو التركيز على الناقص بدلًا من الكامل.
في مراحلنا الدراسية الأولى اعتدنا رؤية العلامات الحمراء تدل على الأخطاء، ولم ننتبه يومًا للعلامات بالقلم الأخضر التي تمدح صحة ما كتبنا، وعندما نرى شخصًا ناجحًا نترك ميزاته جانبًا ونركز على نواقصه، حتى المعاقون جسديًّا يمكن أن نتجاهلهم لأننا نراهم غير مفيدين، هذه السلوكيات تنبع من عقل باطن اعتاد رؤية الاختلاف نقصًا وعيبًا، لكن ليس كل ما تعلمته صحيحًا، وليس كل ما رسخته عن صورتك الذاتية في مراحل حياتك صحيحًا، كانت هذه مجرد آراء وتقييمات من آخرين استندوا إلى معاييرهم،
فتمرد على تلك القوالب الفكرية الاجتماعية التي وضعت معايير للعمل والنجاح، وحدد لنفسك معاييرك الخاصة في العمل والدراسة والنجاح، قد تفقد بعض الصداقات والناس بسبب اختلافك وتمردك، ولكن ذلك ليس مشكلة، فكل قرار جديد يحمل مكسبًا وخسارة.
ربما تفقد بعض الأشياء لكنك ستجد نفسك، قد تفقد الراحة لكنك ستجد النجاح، هكذا هي الحياة، لعبة مستمرة من المكسب والخسارة، ما يُرى عند الآخرين خسارة قد يكون مكسبًا لك، وما يحدده الآخرون ليس سوى تقييمات وآراء شخصية قد تكون صحيحة أو غير صحيحة، فلا تدع الآخرين يقررون حياتك على حساب التواصل مع ذاتك.
الفكرة من كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
عندما نتطلع إلى تأخير شيخوختنا أو تعزيز نشاط أجسادنا ولياقتنا البدنية للحصول أجسام ممشوقة، قد نلجأ بسرعة إلى تناول حبوب الفيتامينات السحرية، لكن هل فكرنا فعلًا في لياقتنا النفسية؟ هل ندرك بالضبط ما تحتاج إليه عقولنا؟
أرجو منك ترك كوب الماء جانبًا، والانضمام إليّ في رحلة استكشاف داخل عوالم النفس البشرية، لنتساءل إذا كانت احتياجات النفس تقتصر على حبوب الدواء لتعزيز اللياقة البدنية، أم إنك تحتاج إلى “فيتامينات نفسية” حقًّا.
مؤلف كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، حاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا.
اختيرت عام 2012 للعمل التطوعي سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين في أوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال دورها سفيرةً للاندماج بفيينا نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم بصفتهم جزءًا من المجتمع.
نُشر لها كتابٌ آخَرُ عام 2021 بعنوان “هل أنت غبي عاطفيًّا”.