فيتامينات الاستغناء والتخلي
فيتامينات الاستغناء والتخلي
تدخل يوميًّا إلى مخدعك، وتقترب من وسادتك التي تكره لحظة ملامسة وجهك لها، قد تكون ملّتك، وقد تكون سئمت حديثك الداخلي اليومي الذي تحتفظ به في أعماق قلبك، وشكواك من الأقدار نفسها وحديثك عن الأشخاص أنفسهم الذين خذلوك.
تجدها تستمع لك في ملل، وتنظر إليك بانزعاج: “ألم تسأم عتابك لهم في الخفاء؟ ألا تدرك أن تكرار التساؤلات لن يصلح ما تحطم من قلبك؟ ألا ترغب في التخلص من أفكارك المتكررة التي تضغط على قلبك كل ليلة في الوقت نفسه، ثم تأتي لترهقني بها؟”
تضع كل يوم في رأسك وهمًا بأنك ستهرب إلى النوم، لكن رأسك يبدأ في التصارع اليومي بين أحداث الحاضر والماضي، فتتداخل رغباتك المستقبلية لحل الاشتباك، وتعدك بظهور سماء صافية وغد أفضل.
تتشابك الأصوات وتتعالى الصيحات، حتى ترفع راية الاستسلام للنوم، ثم تستيقظ على أمل بتغيير جديد،
تقف كل يوم منتظرًا للفتة احتواء، ونظرة اعتذار، وابتسامة تشير إلى بدايات جديدة، ثم يضيع العمر في الانتظار، ولا شيء يحدث.
لا تتعلق بالأشخاص، ولا تقف عند الأحداث والمواقف والذكريات الأليمة، وارفع رأسك لتتعافى من التعلق، ولا تذهب إلى مخدعك وأنت حزينٌ باكٍ منشغلٌ بالتفكير في الماضي، ولا تستهن بالحزن المكتوم، فمعظم الأمراض الجسدية تأتي من معاناة نفسية، إذا استفقت يومًا ووجدت نفسك أسيرًا لمرض ما، فلن ينفعك الندم، ولن تستطيع إعادة ساعات الزمن إلى الوراء.
انتبه للأشخاص الذين تتعلق بهم، وكن مستعدًّا لفك التعلق والترك والتخلي عما يؤذيك.
الفكرة من كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
عندما نتطلع إلى تأخير شيخوختنا أو تعزيز نشاط أجسادنا ولياقتنا البدنية للحصول أجسام ممشوقة، قد نلجأ بسرعة إلى تناول حبوب الفيتامينات السحرية، لكن هل فكرنا فعلًا في لياقتنا النفسية؟ هل ندرك بالضبط ما تحتاج إليه عقولنا؟
أرجو منك ترك كوب الماء جانبًا، والانضمام إليّ في رحلة استكشاف داخل عوالم النفس البشرية، لنتساءل إذا كانت احتياجات النفس تقتصر على حبوب الدواء لتعزيز اللياقة البدنية، أم إنك تحتاج إلى “فيتامينات نفسية” حقًّا.
مؤلف كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، حاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا.
اختيرت عام 2012 للعمل التطوعي سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين في أوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال دورها سفيرةً للاندماج بفيينا نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم بصفتهم جزءًا من المجتمع.
نُشر لها كتابٌ آخَرُ عام 2021 بعنوان “هل أنت غبي عاطفيًّا”.